- يجلّ: يلقط
البعر. و الفرار: أولاد الغنم، واحدها فرارة-.
قال: و كان
معهم رؤساء بني تميم: حاجب بن زرارة و لقيط بن زرارة و عمرو بن عمرو و عتيبة [1]
بن الحارث بن شهاب،/ و تبعهم غثاء من غثاء الناس يريدون الغنيمة، فجمعوا جمعا لم
يكن الجاهليّة قطّ مثله أكثر كثرة، فلم تشكّ العرب في هلاك بني عامر. [فجاءوا [2]]
حتى مرّوا ببني سعد/ بن زيد مناة، فقالوا لهم: سيروا معنا إلى بني عامر. فقالت لهم
بنو سعد: ما كنّا لنسير معكم و نحن نزعم أنّ عامر بن صعصعة ابن سعد [بن زيد مناة
[3]]. فقالوا: أمّا إذا أبيتم أن تسيروا [4] معنا فاكتموا علينا. فقالوا: أمّا هذا
فنعم. فلمّا سمعت بنو عامر بمسيرهم اجتمعوا إلى الأحوص بن جعفر، و هو يومئذ شيخ
كبير قد وقع حاجباه على عينية و قد ترك الغزو غير أنه يدبّر أمر الناس، و كان
مجرّبا حازما ميمون النّقيبة، فأخبروه الخبر. فقال لهم الأحوص: قد كبرت، فما
أستطيع أن أجيء بالحزم و قد ذهب الرأي منّي. و لكنّي إذا سمعت عرفت، فأجمعوا
آراءكم ثم بيتوا ليلتكم هذه ثم اغدوا عليّ فاعرضوا عليّ آراءكم، ففعلوا. فلمّا
أصبحوا غدوا عليه، فوضعت له عباءة بفتنائه فجلس عليها. و رفع حاجبيه عن عينيه
بعصابة ثم قال: هاتوا ما عندكم. فقال قبس بن زهير العبسيّ: بات في كنانتي الليلة
مائة رأي. فقال له الأحوص يكفينا منها رأي واحد حازم صليب مصيب، هات فانثر كنانتك.
فجعل يعرض كلّ رأي رآه حتى أنفد. فقال له الأحوص: ما رأي بات في كنانتك الليلة رأي
واحد!. و عرض الناس آراءهم حتى أنفدوا. فقال: ما أسمع شيئا و قد صرتم إليّ، احملوا
[5] أثقالكم و ضعفاءكم ففعلوا، ثم قال: احملوا ظعنكم فحملوها، ثم قال: اركبوا
فركبوا، و جعلوه في محفّة، و قال: انطلقوا حتى تعلوا في اليمين [6]، فإن أدرككم
أحد كررتم عليه، و إن أعجزتموهم مضيتم. فسار الناس حتى أتوا وادي بحار [7] ضحوة،
فإذا الناس يرجع بعضهم على بعض. فقال الأحوص: ما هذا؟ قيل هذا عمرو بن عبد اللّه
بن/ جعدة في فتيان [8] من بني عامر يعقرون [9] بمن أجاز بهم و يقطعون بالنّساء
حواياهنّ [10].
فقال الأحوص:
قدّموني، فقدّموه حتى وقف عليهم فقال: ما هذا الذي تصنعون؟! قال عمرو: أردت أن
تفضحنا و تخرجنا هاربين من بلادنا و نحن أعزّ العرب، و أكثرهم [11] عددا و جلدا و
أحدّهم شوكة! تريد أن تجعلنا موالي في
[1]
في «الأصول»: «... و عمرو بن عمرو بن عيينة و الحارث بن شهاب». و التصويب من
«النقائض».