[6] كانت هذه
الأيام كذلك لكثرة من كان فيها من المقاتلين.
[7] كذا في
«الأصول». و عبارة «النقائض»: «و كانت عظام أيام العرب ثلاثة أيام يوم الكلاب، و
يوم ذي قار لربيعة، و يوم جبلة».
و الكلاب:
ماء لبني تميم بين الكوفة و البصرة، بين أدناه و أقصاره مسيرة يوم، أعلاه مما يلي
اليمن و أسفله مما يلي العراق. و للعرب في الكلاب يومان عظيمان: الأوّل كان بين
شرحبيل و سلمة ابني الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار، و هو جد امرئ القيس
الشاعر. و ذلك أن الحارث كان قد فرق أولاده ملوكا على القبائل. فلما مات تفاسد ما
بين القبائل، فوقعت حرب بين ابنه شرحبيل و معه بكر و الرباب و بنو يربوع، و ابنه
سلمة و معه تغلب و النمر و بهراء، فقتل شرحبيل يومئذ و انهزمت شيعته.
و أما يوم
الكلاب الثاني فإن بني تميم كانوا أغاروا على لطيمة (عير تحمل طيبا) لكسرى؛ فأوقع
بهم كسرى بهجر حتى وهنوا؛ و يقال لهذا اليوم يوم الصفقة. فخشيت تميم أن تغير عليهم
القبائل لما صاروا إليه من ضعف، فتشاوروا فيما بينهم فرأوا أن يلتجئوا إلى الكلاب
ليستجموا فيه، و هم آمنون أن تقطع إليهم الصحاري التي دونه إذ كان الوقت قيظا.
فرآهم في هذا المكان من دل بني الحارث بن عبد المدان عليهم، فجمعوا لهم، فكان
بينهم ذلك اليوم المشهور الذي انتصرت فيه تميم على المغيرين عليها. و في هذا اليوم
أسر عبد يغوث ثم قتل، و قال في أسره قصيدته التي مطلعها: