responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 60

عن الفرس حتى قلبه، و خرّ خالد فوقع فوقه، و رفع المغفر عن رأس زهير و قال: يا لعامر اقتلونا معا! فعرفوا أنّهم بنو عامر. فقال ورقاء: وا انقطاع ظهراه! إنها لبنو عامر! سائر اليوم. و قال غيره: فقال بعض بني جذيمة: وا انقطاع ظهري!. قال: و لحق حندج بن البكّاء و قد حسر خالد المغفر عن رأس زهير فقال: نحّ رأسك يا أبا جزء، لم يحن [1] يومك. قال: فنحّى خالد رأسه و ضرب حندج رأس زهير، و ضرب ورقاء بن زهير رأس خالد بالسيف و عليه درعان، و كان أسجر [2] العينين، أزبّ أقمر، مثل الفالج، فلم يغن شيئا. قال: و أجهض [3] ابنا زهير القوم عن زهير فانتزعاه مرتثّا. فقال خالد حين استنقذ زهيرا ابناه. وا لهفتاه! قد كنت أظنّ أن هذا المخرج سيسعكم [4]! و لام حندجا. فقال حندج و كان لجلالته غصة [5] إذا تكلم. السيف حديد، و الساعد شديد، و قد ضربته و رجلاي متمكّنتان في الركابين و سمعت السيف قال قب حين وقع برأسه، و رأيت على ظبته مثل ثمر المرار، و ذقته فكان حلوا./ فقال خالد: قتلته بأبي أنت!. و نظر بنو زهير فإذا الضربة قد بلغت الدّماغ. و نهي بنو زهير أن يسقوا أباهم الماء، فاستسقاهم فمنعوه حتى نهك عطشا. قال: و ذلك أنّ المأموم [6]/ يخاف عليه الماء، حتى بلغ [7] منه العطش، فجعل يهتف: أ ميّت أنا عطشا [8]، و ينادي: يا ورقاء- قال أبو حيّة: فجعل ينادي يا شأس- فلمّا رأوا ذلك سقوه فمات لثالثة، فقال ورقاء بن زهير:

شعر ورقاء بن زهير حين قتل والده:

رأيت زهيرا تحت كلكل خالد

فأقبلت أسعى كالعجول [9] أبادر

إلى بطلين ينهضان كلاهما

يريغان نصل السّيف و السيف نادر [10]

فشلّت يميني إذ ضربت ابن جعفر

و أحرزه منّي الحديد المظاهر

قال أبو عبيدة: و سمعت أبا عمرو بن العلاء ينشد هذا البيت فيها:

و شلّت يميني يوم أضرب خالدا

و شلّ بناناها و شلّ الخناصر

قال أبو عبيدة: و أنشدني أبو سرّار أيضا فيها:

فيا ليتني من قبل أيّام خالد

و يوم زهير لم تلدني تماضر

تماضر بنت عمرو بن الشّريد بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف السّلميّ امرأة زهير بن جذيمة. قال أبو عبيدة:


[1] وردت هذه الكلمة محرفة في «الأصول» بين لم «يجز» و «لم يجز».

[2] سجرة العين أن يخالط بياضها حمرة. و أزب: كثير الشعر. و القمرة: لون إلى الخضرة، أو هي بياض فيه كدرة. و الفالج هنا:

الجمل الضخم ذو السنامين.

[3] أي نحياهم عنه و غلباهم عليه. و المرتث: الذي يحمل من المعركة و به رمق.

[4] كذا في «ج». و في «سائر الأصول»: «سينفعكم».

[5] كذا في أكثر الأصول. و في «ج»: «لجلالابه غصة ...». و لعل صوابه: «و كان لجلاجا به غصة إذا تكلم». و اللجلاج: الذي يجول لسانه في شدقه فلا يبين كلامه.

[6] المأموم: الذي أصيب في أم رأسه. و أم الرأس: الدماغ.

[7] في «الأصول»: «حتى بلغه العطش».

[8] كذا في «ج». و في «سائر الأصول»: «أمية أنا عطش» و هو تحريف.

[9] العجول من النساء و الإبل: الواله التي فقدت ولدها الثكلى لعجلتها في جيئتها و ذهابها جزعا.

[10] أراغ الشي‌ء: طلبه و أراده. و نادر: ساقط.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست