الغسّاني،
فتلقّاه عمرو بن كلثوم. فقال له: يا عمرو، ما منع/ قومك أن يتلقّوني؟! فقال له: يا
عمرو يا خير الفتيان، فإن قومي لم يستيقظوا لحرب قطّ إلا علا فيها أمرهم و اشتدّ
شأنهم و منعوا ما وراء ظهورهم. فقال له:
أيقاظ [1] نومة
ليس فيها حلم، أجتثّ فيها أصولهم، و أنفى فلّهم [2] إلى اليابس الجرد، و النازح
الثّمد. فانصرف عمرو بن كلثوم و هو يقول:
-
منع قومك أن يتلقوني؟! فقال لم يعلموا بمرورك. فقال: لئن رجعت لأغزونهم غزوة
تتركهم أيقاظا لقدومي. فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلا نبل رأيهم و عزت جماعتهم؛
فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعدني بهم! أما و اللّه لتعلمن إذا نالت (لعلها
أجالت) غطاريف غسان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها: تجتث
أصولهم و ينقى فلهم إلى اليابس الجرد و النازح الثمد. ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه و
جمع قومه و قال: ألا فاعلم ... إلخ».
[2] الفل:
القوم المنهزمون. و الجرد (بالتحريك): من الأرض ما لا ينبت. و الثمد (بالفتح
بالتحريك): الماء القليل الذي لا مادّ له.
و النازح:
الذي نفد ماؤه؛ يقال نزحنا البئر، و نزحت البئر، فهو لازم متعدّ. يريد أن ينفي
المنهزمين منهم إلى أرض لا نبات فيها و لا ماء.
[3] كذا في
«ج». و الكبة (بالفتح): الحملة في الحرب و الدفعة في القتال، و كبة كل شيء شدته و
دفعته مثل كبة الشتاء و الجري. و في «أ، م»: «و أن زناد كتبنا» بتقديم التاء
المثناة من فوق على الباء الموحدة. و في «ب، س»: «زناد كتبتنا» بزيادة تاء قبل
النون.
و أحسب أن
صوابه: «و أن ذياد كبتنا شديد» أي أن دفع حملتنا في القتال شديد لا يطاق.
[4] الحولي:
ما أتى عليه حول. و القارح من ذي الحافر: الذي شق نابه. و هو في السنة الأولى حولي
ثم ثنى ثم رباع ثم قارح.
[6] الخبت:
المطمئن من الأرض، و اسم لعدة مواضع. و فرتاج (بكسر الفاء): موضع. و بنو ناج: بطن
من عدوان.
[7] في «أكثر
الأصول»: «اليابوت». و في «ج»: «اليلبوت»، و كلاهما تحريف. و الينبوت: نبات، و هو
ضربان، أحدهما ذو شوك، و هو المراد هنا. و الحاج: الشوك أو ضرب منه. يريد أنها
تمشي مثقلة بما تحمل من لؤم و منقصة كما يمشي المقيد في هذين الضربين من الشوك.