responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 39

الغسّاني، فتلقّاه عمرو بن كلثوم. فقال له: يا عمرو، ما منع/ قومك أن يتلقّوني؟! فقال له: يا عمرو يا خير الفتيان، فإن قومي لم يستيقظوا لحرب قطّ إلا علا فيها أمرهم و اشتدّ شأنهم و منعوا ما وراء ظهورهم. فقال له:

أيقاظ [1] نومة ليس فيها حلم، أجتثّ فيها أصولهم، و أنفى فلّهم [2] إلى اليابس الجرد، و النازح الثّمد. فانصرف عمرو بن كلثوم و هو يقول:

ألا فاعلم أبيت اللّعن أنّا

على عمد سنأتي ما نريد

تعلّم أنّ محملنا ثقيل‌

و أنّ زناد كبتنا [3] شديد

و أنّا ليس حيّ من معدّ

يوازينا إذا لبس الحديد

هجاؤه للنعمان بن المنذر:

قال: و قال ابن الأعرابيّ: بلغ عمرو بن كلثوم أنّ النعمان بن المنذر يتوعّده، فدعا كاتبا من العرب فكتب إليه:

ألا أبلغ النّعمان عنّي رسالة

فمدحك حوليّ و ذمّك قارح [4]

متى تلقني في تغلب ابنة وائل‌

و أشياعها ترقى إليك المسالح [5]

و هجا النّعمان بن المنذر هجاء كثيرا، منه قوله يعيّره بأمّه سليمى:

حلّت سليمى بخبت [6] بعد فرتاج‌

و قد تكون قديما في بني ناج‌

/ إذ لا ترجّي سليمى أن يكون لها

من بالخورنق من قين و نسّاج‌

و لا يكون على أبوابها حرس‌

كما تلفّف قبطيّ بديباج‌

تمشي بعدلين من لؤم و منقصة

مشي المقيّد في الينبوت [7] و الحاج‌


- منع قومك أن يتلقوني؟! فقال لم يعلموا بمرورك. فقال: لئن رجعت لأغزونهم غزوة تتركهم أيقاظا لقدومي. فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلا نبل رأيهم و عزت جماعتهم؛ فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعدني بهم! أما و اللّه لتعلمن إذا نالت (لعلها أجالت) غطاريف غسان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها: تجتث أصولهم و ينقى فلهم إلى اليابس الجرد و النازح الثمد. ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه و جمع قومه و قال: ألا فاعلم ... إلخ».

[1] في «الأصول»: «أيقاظي» بياء في آخرها.

[2] الفل: القوم المنهزمون. و الجرد (بالتحريك): من الأرض ما لا ينبت. و الثمد (بالفتح بالتحريك): الماء القليل الذي لا مادّ له.

و النازح: الذي نفد ماؤه؛ يقال نزحنا البئر، و نزحت البئر، فهو لازم متعدّ. يريد أن ينفي المنهزمين منهم إلى أرض لا نبات فيها و لا ماء.

[3] كذا في «ج». و الكبة (بالفتح): الحملة في الحرب و الدفعة في القتال، و كبة كل شي‌ء شدته و دفعته مثل كبة الشتاء و الجري. و في «أ، م»: «و أن زناد كتبنا» بتقديم التاء المثناة من فوق على الباء الموحدة. و في «ب، س»: «زناد كتبتنا» بزيادة تاء قبل النون.

و أحسب أن صوابه: «و أن ذياد كبتنا شديد» أي أن دفع حملتنا في القتال شديد لا يطاق.

[4] الحولي: ما أتى عليه حول. و القارح من ذي الحافر: الذي شق نابه. و هو في السنة الأولى حولي ثم ثنى ثم رباع ثم قارح.

[5] المسالح: جمع مسلحة، و هي القوم ذوو السلاح.

[6] الخبت: المطمئن من الأرض، و اسم لعدة مواضع. و فرتاج (بكسر الفاء): موضع. و بنو ناج: بطن من عدوان.

[7] في «أكثر الأصول»: «اليابوت». و في «ج»: «اليلبوت»، و كلاهما تحريف. و الينبوت: نبات، و هو ضربان، أحدهما ذو شوك، و هو المراد هنا. و الحاج: الشوك أو ضرب منه. يريد أنها تمشي مثقلة بما تحمل من لؤم و منقصة كما يمشي المقيد في هذين الضربين من الشوك.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست