responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 255

قال فقال له الوالي: قد لعمري صدقت، و وظّف على سائر البطون أن يطوفوا مع صاحب العسس في عشائرهم و لا يتجاوزوا قبيلة إلى قبيلة، و يكون ذلك بنوائب [1] بينهم.

كان منقطعا إلى خالد بن خالد بن وليد فلما مات رثاه:

و قال ابن حبيب: كان إسماعيل بن عمّار منقطعا إلى خالد بن الوليد بن عقبة بن معيط، و كان إليه محسنا، و كان ينادمه. فولي خالد بن خالد عملا للوليد بن يزيد بن عبد الملك فخرج إليه، و كان إسماعيل عليلا فتأخّر عنه، ثم لم يلبث خالد أن مات في عمله، فورد نعيه الكوفة في يوم فطر. فقال إسماعيل بن عمّار يرثيه:

ما لعيني [2] تفيض غير جمود [3]

ليس ترقا و لا لها من هجود

فإذا قرّت العيون استهلّت‌

فإذا نمن أولعت بالسّهود

أ لنعي ابن خالد خالد الخي

رات في يوم زينة مشهود

سنحت لي يوم الخميس غداة ال

فطر طير بالنّحس لا بالسّعود

فتعيّفت [4] أنّهنّ لأمر

مفظع ما جرين في يوم عيد

فنعت خالد بن أروى و جلّ ال

خطب فقدان خالد بن الوليد

سعى به عثمان بن درباس فهجاه فاستعدى عليه السلطان فحبسه:

و قال ابن حبيب: كان لإسماعيل بن عمّار جار يقال له عثمان بن درباس، فكان يؤذيه و يسعى به إلى السلطان في كلّ حال، ثم سعى به أنّه يذهب مذهب الشّراة [5]، فأخذ و حبس. فقال يهجوه:

من كان يحسدني جاري و يغبطني‌

من الأنام بعثمان بن درباس‌

فقرّب اللّه منه مثله أبدا

جارا و أبعد منه صالح النّاس‌

جار له باب ساج [6] مغلق أبدا

عليه من داخل حرّاس أحراس [7]

عبد و عبد و بنتاه و خادمه‌

يدعون مثلهم ما ليس [8] من ناس‌

صفر الوجوه كأنّ السّلّ خامرهم‌

و ما بهم غير جهد الجوع من باس‌

له بنون كأطباء [9] معلّقة

في بطن خنزيرة في دار كنّاس‌


[1] نوائب: جمع نيابة بمعنى نوبة؛ فإنه يقال جاءت نوبة فلان، و جاءت نيابة فلان.

[2] في «الأصول»: «ما لعين» بدون ياء المتكلم.

[3] عين جمود: لا تدمع. و رقوء الدمع: جفافه و انقطاعه. و الهجود: النوم.

[4] عيافة الطير: زجرها، و هو أن تعتبر بأسمائها و مساقطها و ممرها و أصواتها فتتسعد أو تتشأم. و الذي في كتب اللغة التي بين أيدينا أنه يقال عاف الطير يعيفها عيافة. أما «تعيف» فلم نجدها إلا في هذا الشعر.

[5] الشراة: الخوارج.

[6] الساج هنا: ضرب من الشجر ينبت ببلاد الهند و يعظم جدا، و خشبه أسود رزين لا تكاد الأرض تبليه.

[7] حراس و أحراس: كلاهما جمع لحارس.

[8] كذا في «ج». و في «سائر الأصول»: «من» بدل «ما». يريد أن الحراس يستعينون بمثلهم من الكلاب عددا.

[9] الأطباء: حلمات الضرع لذي الخف و الظلف و الحافر و السبع، واحدها طبي (بالكسر و يضم).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست