responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 217

لأضربنّ من لا يضرط في مجلسه هذا ضربة بسيفي، أ منّي تضحكون لا أمّ لكم! فما زال حتّى ضرطوا جميعا غير عمرو بن صوحان. فقال له: قد علمت أنّ عبد القيس لا تضرط و لك بدلها عشر فسوات. قال: لا و اللّه أو تفصح بها! فجعل عمرو يجثي [1] و ينحني فلا يقدر عليها، فتركه. و قال أبو جلدة في ذلك:

أ من ضرطة بالخيزران ضرطتها

تشدّد منّي دارة [2] و تلين‌

فما هو إلّا السيف أو ضرطة لها

يثور دخان ساطع و طنين‌

قال: و لعمرو بن صوحان يقول أبو جلدة اليشكريّ و طالت صحبته إياه فلم يظفر منه بشي‌ء:

صاحبت عمرا زمانا ثم قلت له‌

الحق بقومك يا عمرو بن صوحانا

فإن صبرت فإنّ الصبر مكرمة

و إن جزعت فقد كان الّذي كانا

هجا زيادا الأعجم لهجوه بني يشكر:

قال ابن سعيد [3] و حدّثني أبو صالح قال:

بلغ أبا جلدة أنّ زيادا الأعجم هجا بني يشكر، فقال فيه:

/

لا تهج يشكر يا زياد و لا تكن‌

غرضا و أنت عن الأذى في معزل‌

و اعلم بأنّهم إذا ما حصّلوا

خير و أكرم من أبيك الأعزل‌

/ لو لا زعيم بني المعلّى لم نبت [4]

حتّى نصبّحكم بجيش جحفل‌

تمشي الضّراء [5] رجالهم و كأنّهم‌

أسد العرين بكلّ عضب منصل [6]

فاحذر زياد و لا تكن تدرأ [7]

عند الرّجال و نهزة [8] للختّل‌

مدح سليمان بن عمرو بن مرثد كان صديقا له:

و قال ابن حبيب: كان سليمان بن عمرو بن مرثد البكريّ صديقا لأبي جلدة، و كان فارسا شجاعا، و قتله ابن خازم [9] لشي‌ء بلغه فأنكره؛ و فيه يقول أبو جلدة:

إذا كنت مرتادا نديما مكرّرا

نماه سراة من سراة بني بكر


[1] جثا: جلس على ركبتيه، و هو كدعا و رمى.

[2] كذا في «الأصول». و لعلها «تارة» أي بتشدّد تارة و تلين أخرى.

[3] كذا في «ح، ب، س». و هو عمر بن سعيد، كما ورد في «ح» في الخبر السابق. و في «أ، م»: «قال ابن سعد». (تراجع الهامشة الأولى من هذه الصفحة).

[4] في «ج»: «لم تبت» بالتاء. و في «سائر الأصول»: «لم تثب».

[5] راجع الحاشية رقم 2 صفحة 316.

[6] العضب: السيف القاطع. و المنصل (بضم الميم و الصاد و بفتح الصاد أيضا): اسم للسيف.

[7] ذو تدرأ: ذو حفاظ و مدافعة و منعة.

[8] النهزة الفرصة. و الختل: جمع خاتل. و الختل: المخادعة في غفلة. و في «الأصول»: «للمختل» و ظاهر أنه تحريف.

[9] في «الأصول»: «ابن حازم» بالحاء المهملة. و التصويب بقلم المرحوم محمد محمود بن التلاميذ في نسخته. و نحسب أنه عبد اللّه بن خازم الذي كان واليا لخراسان.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست