بينهم [1]، و فيها يقول:
/
و اعتادها ذكر العشيرة بالأسى
فصباحها ناب بها و مساؤها
شركوا [2] العدا في أمرهم فتفاقمت [3]
منها الفتون [4] و فرّقت أهواؤها
ظلّت هناك و ما يعاتب بعضها
بعضا فينفع ذا الرّجاء رجاؤها
إلّا بمرهفة الظّبات [5] كأنّها
شهب تقلّ- إذا هوت- أخطاؤها
/ و بعسّل [6] زرق يكون خضابها
علق النّحور إذا تفيض دماؤها
فبذاكم أمست تعاتب [7] بينها
فلقد خشيت بأن يحمّ فناؤها
ما ذا أؤمّل إن أميّة ودّعت
و بقاء سكّان البلاد بقاؤها
أهل الرّئاسة و السّياسة و النّدى
و أسود حرب لا يخيم لقاؤها [8]
غيث البلاد هم و هم أمراؤها
سرج يضيء دجى الظّلام ضياؤها
فلئن أميّة ودّعت و تتايعت [9]
لغواية حميت لها خلفاؤها
ليودّعنّ من البريّة غزّها
و من البلاد جمالها و رجاؤها
و من البليّة أن بقيت خلافهم
فردا تهيجك دورهم و خلاؤها
لهفي على حرب العشيرة بينها
هلّا نهى جهّالها حلماؤها
هلّا نهى تنهى الغويّ عن التي [10]
يخشى على سلطانها غوغاؤها
و تقى و أحلام لها مضريّة
فيها إذا تدمى الكلوم دواؤها [11]
لمّا رأيت الحرب توقد بينها
و يشبّ نار وقودها إذكاؤها [12]
نوّهت بالملك المهيمن دعوة
و رواح [13] نفسي في البلاء دعاؤها
[2] كذا في «أ، م» أي أشركوا العدا في أمرهم. و في «سائر النسخ»: «شرك».
[3] تفاقمت: عظمت و اشتدّت.
[4] كذا في «الأصول». و نحسب أن صوابها «الفتوق»؛ فإن الفتنة، و هي ما يقع بين الناس من الخلاف و القتال، لا تجمع على «فتون».
[5] مرهفة الظبات السيوف.
[6] العسل: الرماح، و غسلان الرمح: شدّة اهتزازه. و الزرقة في النصال: شدّة صفائها. وصف الشاعر الرماح بالزرقة و هي وصف نصالها.
[7] في «الأصول»: «تعاقب» و هو تحريف. و يحم: يقضي.
[8] خام: نكص و جبن و ضعف. يريد أنهم أسود حرب لا تجبن عند اللقاء.
[9] في «الأصول»: «تتابعت» بالباء الموحدة. و التتابع: التهافت و الإسراع إلى الشيء. و لا يكون التتابع إلا في الشر.
[10] كذا ورد في هذا الشطر في «ب، س». و ورد في «الأصول الخطية» ناقصا هكذا: «ها الغوي عن التي». و كلمة «ها» ليس في «ج».
[11] كذا في «ج». و في «سائر الأصول»: «دماؤها» و هو تحريف.
[12] كذا في «الأصول الخطية». و إذكاء النار و تذكيتها: إيقادها. و في «ب، س»: «و تشب نار وقودها و ذكاؤها».
[13] الرواح هنا- و مثله الراحة و الراح-: الارتياح و الاستراحة، و هو وجدانك روحا و خفة بعد مشقة.