فقال
له المجوسيّ: ويحك! سألت قومك فلم يعطوك و جئتني فأعطيتك، فجزيتني هذا القول و لم
أفلت من شعرك و شرّك! قال: أ و ما ترضى أن جعلتك مع الملوك و فوق [1] أبي جهل!. ثم
جاء إلى عكرمة بن ربعيّ التميميّ فلم يعطه، فقال فيه:
شرب بما معه
و بثيابه ثم جلس في تبن و حديث الخمار معه:
قال ابن
الكلبيّ: و شرب الأقيشر في حانة خمّار حتى أنفد ما معه، ثم شرب بثيابه حتى غلقت
[3] فلم يبق عليه شيء، و جلس في تبن إلى جانب البيت إلى حلقه مستدفئا به. فمرّ رجل
به ينشد ضالّة، فقال: اللّهمّ اردد عليه و احفظ علينا. فقال/ له الخمّار: سخنت
عينك! أيّ شيء يحفظ عليك ربّك؟ قال: هذا التّبن لا تأخذه فأموت من البرد. فضحك
الخمّار و ردّ عليه ثيابه و قال: اذهب فاطلب ما تشرب به، و لا تجئني بثيابك فإنّي
لا أشتريها بعد ذلك.
لقيه هشام
الشرطي و هو سكران فحاوره في سكره:
قال ابن
الكلبيّ: و اجتاز الأقيشر برجل يقال له هشام [4] و كان على شرطة عمرو بن حريث و هو
سكران، فدعا به فقال له: أنت سكران؟ قال لا. قال: فما هذه الرائحة؟ قال: أكلت
سفرجلا، ثم قال: