responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 170

سمع عبد الملك بن مروان شعرا له في طلحة الفياض فمدحه:

أخبرني الحسن بن عليّ عن العنزيّ عن [محمد بن‌] معاوية قال: غنّت جارية عند عبد الملك بن مروان بشعر الأقيشر:

قرّب اللّه بالسلام و حيّا

زكريّا بن طلحة الفيّاض‌

معدن الضّيف إن أناخوا إليه‌

بعد أين الطلائح الأنقاض [1]

ساهمات العيون خوص [2] رذايا

قد براها الكلال بعد إياض [3]

زاده خالد ابن عمّ أبيه‌

منصبا كان في العلا ذا انتقاض‌

فرع تيم من تيم مرّة حقّا

قد قضى ذاك لابن طلحة قاض‌

/ فقال عبد الملك للجارية: ويحك! لمن هذا؟ قالت: للأقيشر. قال: هذا المدح لا على طمع و لا فرق، و أشعر الناس الأقيشر.

لقيه الكميت فسمع من شعره و أثنى عليه:

و ذكر عبد اللّه بن خلف أنّ أبا عمرو الشيبانيّ أخبره أنّ الكميت بن زيد لقي الأقيشر في سفرة [4]، فقال له: أين تقصد يا أبا معرض؟ فقال:

سالني الناس أين يقصد هذا

قلت آتى في الدار قرما سريّا

و ذكر باقي الأبيات التي فيها الغناء، فلم يزل الكميت يستعيده إيّاها مرارا، ثم قال: ما كذب من قال إنك أشعر الناس.

كان عنينا فقال شعرا في ضدّ ذلك داعب به رجلا من قيس:

أخبرني عمّي عن الكرانيّ عن ابن سلّام قال:

كان الأقيشر عنّينا، و كان لا يأتي النساء، و كان كثيرا ما كان يصف ضدّ ذلك من نفسه. فجلس إليه يوما رجل من قيس، فأنشده الأقيشر:

و لقد أروح بمشرف ذي شعرة [5]

عسر المكرّة ماؤه يتفصّد


[1] معدن: اسم من عدن بالمكان إذا أقام به. و الأين: التعب. و في «الأصول»: «ابن» بالموحدة و هو تصحيف. و الطلائح: جمع طليح و طليحة، و هو الذي أعياه السير. و في «الأصول» ما عدا ج: «الطلائع»، و هو تحريف. و الأنقاض: جمع نقض (بالكسر) و هو المهزول من السير.

[2] ساهمات العيون: متغيراتها. و المعروف في هذا أن يقال ساهم الوجه أي متغيره. قال عنترة:

و الخيل ساهمة الوجوه كأنما

يسقي فوارسها نقيع الحنظل‌

و خوص: غائرات العيون، الواحد أخوص و خوصاء. و رذايا: مهزولات، و الواحد رذي و رذية.

[3] كذا في «أكثر الأصول». و في «ج» هكذا: «أباض» بالباء الموحدة. و لم نهتد إلى ما نطمئن إليه في هذه الكلمة.

[4] في «الأصول»: «في سفره».

[5] في «أ، م»: «ذي كرة». و يتفصد: يسيل. و قد أورد هذين البيتين و معهما ثالث الخطيب التبريزي في «شرح ديوان الحماسة» لأبي تمام هكذا:

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست