responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 165

و أمن و دعة. أمّا الخصب ففي الأموال و الكلأ. و أمّا الأمن فقد أمّنهم اللّه عزّ و جلّ بك. و أمّا الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم. ثم قالت: أ لا أنشدك؟ فقال: إذا شئت. فقالت:

/

[أ حجّاج إنّ اللّه أعطاك غاية

يقصّر عنها من أراد مداها [1]]

أ حجّاج لا يفلل سلاحك إنّما ال

منايا بكفّ اللّه حيث تراها

إذا هبط الحجّاج أرضا مريضة

تتبّع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الدّاء العضال الّذي بها

غلام إذا هزّ القناة سقاها

سقاها دماء المارقين و علّها

إذا جمحت يوما و خيف أذاها

/ إذا سمع الحجّاج رزّ [2] كتيبة

أعدّ لها قبل النّزول قراها

أعدّ لها مصقولة فارسيّة

بأيدي رجال يحلبون صراها [3]

أ حجّاج لا تعط العصاة مناهم‌

و لا اللّه يعطي للعصاة مناها

و لا كلّ حلّاف تقلّد بيعة

فأعظم عهد اللّه ثم شراها

فقال الحجّاج ليحيى بن منقذ، للّه بلادها ما أشعرها!. فقال: ما لي بشعرها علم. فقال: عليّ بعبيدة بن موهب و كان حاجبه، فقال: أنشديه فأنشدته، فقال: عبيدة: هذه الشاعرة الكريمة، قد وجب حقّها. قال: ما أغناها عن شفاعتك! يا غلام مر لها بخمسمائة درهم؛ و أكسها خمسة أثواب أحدها كساء خزّ، و أدخلها على ابنة عمّها هند بنت أسماء فقل لها: حلّيها. فقالت: أصلح اللّه الأمير. أضرّ بنا العريف في الصدقة، و قد خربت بلادنا، و انكسرت قلوبنا، فأخذ خيار المال. قال: اكتبوا لها إلى الحكم بن أيّوب فليبتع لها خمسة أجمال و ليجعل أحدها نجيبا [4]،/ و اكتبوا إلى صاحب اليمامة بعزل العريف الذي شكته. فقال ابن موهب: أصلح اللّه الأمير، أ أصلها؟ قال نعم، فوصلها بأربعمائة درهم، و وصلتها [هند [5]] بثلاثمائة درهم، و وصلها محمد بن الحجّاج بوصيفتين.

قال الهيثم: فذكرت هذا الحديث لإسحاق بن الجصّاص فكتبه عنّي، ثم حدّثني عن حمّاد الراوية قال: لمّا فرغت ليلى من شعرها أقبل الحجّاج على جلسائه فقال لهم: أ تدرون من هذه؟ قالوا: لا! و اللّه ما رأينا امرأة أفصح و لا أبلغ منها و لا أحسن إنشادا. قال: هذه ليلى صاحبة توبة. ثم أقبل عليها فقال لها: باللّه يا ليلى أ رأيت من توبة أمرا تكرهينه أو سألك شيئا يعاب؟ قالت: لا و اللّه الذي أسأله المغفرة ما كان ذلك منه قطّ. فقال: إذا لم يكن فيرحمنا اللّه و إيّاه.

أخبرني أحمد [6] بن عبد العزيز الجوهري عن ابن شبّة عن عبد اللّه بن محمد ابن حكيم الطائيّ عن خالد بن‌


[1] زيادة عن «مختار الأغاني».

[2] كذا في «ج» و «الأمالي» لأبي علي القالي. و الرز: الصوت تسمعه من بعيد. و في «سائر الأصول»: «صوت كتيبة».

[3] كذا في «الأمالي»: و فيه «مسمومة» بدل «مصقولة». و في «أ، م»: «يحلبون مراها» و هو تحريف. و في «سائر الأصول»: «يحسنون غذاها». و الصري هنا بقية اللبن. و الصري أيضا: اللبن يبقى فيتغير طعمه.

[4] النجيب: الكريم.

[5] التكملة من «مختار الأغاني».

[6] في «الأصول»: «محمد بن عبد العزيز». و هو تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست