و
أمن و دعة. أمّا الخصب ففي الأموال و الكلأ. و أمّا الأمن فقد أمّنهم اللّه عزّ و
جلّ بك. و أمّا الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم. ثم قالت: أ لا أنشدك؟
فقال: إذا شئت. فقالت:
فقال الحجّاج
ليحيى بن منقذ، للّه بلادها ما أشعرها!. فقال: ما لي بشعرها علم. فقال: عليّ
بعبيدة بن موهب و كان حاجبه، فقال: أنشديه فأنشدته، فقال: عبيدة: هذه الشاعرة
الكريمة، قد وجب حقّها. قال: ما أغناها عن شفاعتك! يا غلام مر لها بخمسمائة درهم؛
و أكسها خمسة أثواب أحدها كساء خزّ، و أدخلها على ابنة عمّها هند بنت أسماء فقل
لها: حلّيها. فقالت: أصلح اللّه الأمير. أضرّ بنا العريف في الصدقة، و قد خربت
بلادنا، و انكسرت قلوبنا، فأخذ خيار المال. قال: اكتبوا لها إلى الحكم بن أيّوب
فليبتع لها خمسة أجمال و ليجعل أحدها نجيبا [4]،/ و اكتبوا إلى صاحب اليمامة بعزل
العريف الذي شكته. فقال ابن موهب: أصلح اللّه الأمير، أ أصلها؟ قال نعم، فوصلها
بأربعمائة درهم، و وصلتها [هند [5]] بثلاثمائة درهم، و وصلها محمد بن الحجّاج
بوصيفتين.
قال الهيثم:
فذكرت هذا الحديث لإسحاق بن الجصّاص فكتبه عنّي، ثم حدّثني عن حمّاد الراوية قال:
لمّا فرغت ليلى من شعرها أقبل الحجّاج على جلسائه فقال لهم: أ تدرون من هذه؟
قالوا: لا! و اللّه ما رأينا امرأة أفصح و لا أبلغ منها و لا أحسن إنشادا. قال:
هذه ليلى صاحبة توبة. ثم أقبل عليها فقال لها: باللّه يا ليلى أ رأيت من توبة أمرا
تكرهينه أو سألك شيئا يعاب؟ قالت: لا و اللّه الذي أسأله المغفرة ما كان ذلك منه
قطّ. فقال: إذا لم يكن فيرحمنا اللّه و إيّاه.
أخبرني أحمد
[6] بن عبد العزيز الجوهري عن ابن شبّة عن عبد اللّه بن محمد ابن حكيم الطائيّ عن
خالد بن
[2] كذا في
«ج» و «الأمالي» لأبي علي القالي. و الرز: الصوت تسمعه من بعيد. و في «سائر
الأصول»: «صوت كتيبة».
[3] كذا في
«الأمالي»: و فيه «مسمومة» بدل «مصقولة». و في «أ، م»: «يحلبون مراها» و هو تحريف.
و في «سائر الأصول»: «يحسنون غذاها». و الصري هنا بقية اللبن. و الصري أيضا: اللبن
يبقى فيتغير طعمه.