[فأتوه
[1]] فقال: سأكلّم لكم طفيلا حتى يأخذ أخاه فإنه لا ينجيكم من عوف إلّا ذلك، و ايم
اللّه ليأتينّ شحيحا.
فانطلقوا إليه،
فقال طفيل: قد أتوني بك، ما أعرفني بما جئتم له! أتيتموني تريدون منّي ابن الجون
تقيدون به من عوف، خذوه، فأعطاهم إيّاه؛ فأتوا به [2] عوفا فجزّ ناصيته و أعتقه؛
فسمّي الجزّاز. فذلك قول نافع بن الخنجر [3] ابن الحكم بن عقيل بن طفيل بن مالك في
الإسلام:
قال: و شهدها
لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر و هو ابن تسع سنين، و يقال: كان ابن بضع عشرة سنة،
و عامر بن مالك يقول له: اليوم يتمت من أبيك إن قتل أعمامك. و قتل يومئذ زهير بن
عمرو بن معاوية، وجد مقتولا بين ظهراني صفوف بني عامر حيث لم يبلغ القتال؛ و هو
[5] معاوية الضّباب بن كلاب. فقال أخوه حصين للذي قتله:
و ذكروا أنّ
طفيل بن مالك لما رأى القتال يوم جبلة قال: ويلكم! و أين نعم هؤلاء! فأغار على نعم
عمرو و إخوته و هم من بني عبد اللّه بن غطفان ثم من بني الثّرماء، فاستاق ألف
بعير. فلقيه عبيدة بن مالك فاستجداه، فأعطاه مائة بعير، و قال: كأنّي بك قد لقيت
ظبيان بن مرّة بن خالد فقال لك: أعطاك من ألفه مائة! فجئت مغضبا. فلقى عبيدة
ظبيان، فقال له: كم أعطاك؟ قال: مائة. فقال: أ مائة من ألف! فغضب عبيدة. قال: و ذكر
أن عبيدة تسرّع يومئذ إلى
[2] هذه
عبارة «النقائض». و عبارة «الأصول»: «فأتوه فجز ...».
[3] كذا في
«النقائض»، و قد سمت العرب خنجرا. و في «أ، م»: «نافع بن الجنجرة» بجيمين. و في
«سائر الأصول»: «نافع بن الحنجرة بن الحكيم ...».
[4] كذا في
«النقائض». و في «أكثر الأصول»: «صنيعة معبد». و في «ج»: «منيعة معبد».
[5] كذا في
«ج» و «النقائض». و في «سائر الأصول»: «... لم يبلغ القتال هو و معاوية الضباب
...» و هو تحريف.
[6] في «ج»:
«عشواء لا ستهافسي». و في «سائر الأصول»: «عشواء لسترمانسي». و التصويب من
«النقائض». و الضبع العثواء: الكثيرة الشعر. و العثا: لون إلى السواد مع كثرة شعر.
[7] كذا في
«النقائض». و ورد هذا الشطر مضطربا في «الأصول»؛ ففي «ج، ب، س»: «تلتهم الهبر من
الشعب الذوي». و في «أ، م»:
تلتهم الخبز
من السغب الردي». و الهبر: قطع اللحم. و السقب: ولد الناقة أو هو ساعة يولد. و
الرذي (بالذال المعجمة»: المهزول الهالك. و الردي: الهالك.
[9] في
«الأصول بدل هذين الشطرين: «و ما على العدي من الهدي» و التكملة و التصويب من
«النقائض». و العزى: شجرة من السمر كانت لغطفان يعبدونها و كانوا بنوا عليها بيتا
و أقاموا عليها سدنة، فبعث إليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خالد بن
الوليد فهدم البيت و أحرق السمرة و هو يقول:
يا عز كفرانك لا سبحانك
إني رأيت اللّه قد أهانك
و غني: قبيلة
من غطفان. و الهدي (بفتح أوّله و كسر ثانيه و تشديد الياء مثل الهدي بالفتح): ما
يهدي لمكة من النعم.
[10] يريد:
لا أعطيكم. و حذف «لا» النافية في مثل هذا الموضع كثير، و هي أن تكون داخلة على
فعل مضارع و قبلها قسم.