responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 102

[فأتوه [1]] فقال: سأكلّم لكم طفيلا حتى يأخذ أخاه فإنه لا ينجيكم من عوف إلّا ذلك، و ايم اللّه ليأتينّ شحيحا.

فانطلقوا إليه، فقال طفيل: قد أتوني بك، ما أعرفني بما جئتم له! أتيتموني تريدون منّي ابن الجون تقيدون به من عوف، خذوه، فأعطاهم إيّاه؛ فأتوا به [2] عوفا فجزّ ناصيته و أعتقه؛ فسمّي الجزّاز. فذلك قول نافع بن الخنجر [3] ابن الحكم بن عقيل بن طفيل بن مالك في الإسلام:

/

قضينا الجون عن عبس و كانت‌

منيّة [4] معبد فينا هزالا

قال: و شهدها لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر و هو ابن تسع سنين، و يقال: كان ابن بضع عشرة سنة، و عامر بن مالك يقول له: اليوم يتمت من أبيك إن قتل أعمامك. و قتل يومئذ زهير بن عمرو بن معاوية، وجد مقتولا بين ظهراني صفوف بني عامر حيث لم يبلغ القتال؛ و هو [5] معاوية الضّباب بن كلاب. فقال أخوه حصين للذي قتله:

يا ضبعا عثواء لا تستأنسي [6]

تلتقم الهبر من السّقب الرّذي [7]

أقسم باللّه و ما حجّت بلي [8]

و ما على العزّى تعزّه غني‌

و قد حلفت عند منحر [9] الهدي‌]

أعطيكم [10] غير صدور المشرفي‌

/ فليس مثلي عن زهير بغنى‌

هو الشّجاع و الخطيب اللّوذعي‌

و الفارس الحازم و الشهم الأبي‌

و الحامل الثّقل إذا ينزل بي‌

و ذكروا أنّ طفيل بن مالك لما رأى القتال يوم جبلة قال: ويلكم! و أين نعم هؤلاء! فأغار على نعم عمرو و إخوته و هم من بني عبد اللّه بن غطفان ثم من بني الثّرماء، فاستاق ألف بعير. فلقيه عبيدة بن مالك فاستجداه، فأعطاه مائة بعير، و قال: كأنّي بك قد لقيت ظبيان بن مرّة بن خالد فقال لك: أعطاك من ألفه مائة! فجئت مغضبا. فلقى عبيدة ظبيان، فقال له: كم أعطاك؟ قال: مائة. فقال: أ مائة من ألف! فغضب عبيدة. قال: و ذكر أن عبيدة تسرّع يومئذ إلى‌


[1] التكملة من «النقائض».

[2] هذه عبارة «النقائض». و عبارة «الأصول»: «فأتوه فجز ...».

[3] كذا في «النقائض»، و قد سمت العرب خنجرا. و في «أ، م»: «نافع بن الجنجرة» بجيمين. و في «سائر الأصول»: «نافع بن الحنجرة بن الحكيم ...».

[4] كذا في «النقائض». و في «أكثر الأصول»: «صنيعة معبد». و في «ج»: «منيعة معبد».

[5] كذا في «ج» و «النقائض». و في «سائر الأصول»: «... لم يبلغ القتال هو و معاوية الضباب ...» و هو تحريف.

[6] في «ج»: «عشواء لا ستهافسي». و في «سائر الأصول»: «عشواء لسترمانسي». و التصويب من «النقائض». و الضبع العثواء: الكثيرة الشعر. و العثا: لون إلى السواد مع كثرة شعر.

[7] كذا في «النقائض». و ورد هذا الشطر مضطربا في «الأصول»؛ ففي «ج، ب، س»: «تلتهم الهبر من الشعب الذوي». و في «أ، م»:

تلتهم الخبز من السغب الردي». و الهبر: قطع اللحم. و السقب: ولد الناقة أو هو ساعة يولد. و الرذي (بالذال المعجمة»: المهزول الهالك. و الردي: الهالك.

[8] بلى: قبيلة من العرب.

[9] في «الأصول بدل هذين الشطرين: «و ما على العدي من الهدي» و التكملة و التصويب من «النقائض». و العزى: شجرة من السمر كانت لغطفان يعبدونها و كانوا بنوا عليها بيتا و أقاموا عليها سدنة، فبعث إليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خالد بن الوليد فهدم البيت و أحرق السمرة و هو يقول:

يا عز كفرانك لا سبحانك‌

إني رأيت اللّه قد أهانك‌

و غني: قبيلة من غطفان. و الهدي (بفتح أوّله و كسر ثانيه و تشديد الياء مثل الهدي بالفتح): ما يهدي لمكة من النعم.

[10] يريد: لا أعطيكم. و حذف «لا» النافية في مثل هذا الموضع كثير، و هي أن تكون داخلة على فعل مضارع و قبلها قسم.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست