responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 101

/ الحلّة [1]: لم يكونوا يتشدّدون في دينهم. قال: و استلحم [2] [عمرو بن‌] حسحاس [3] بن وهب بن أعياء بن طريف الأسديّ، فاستنقذه [معقل بن‌] عامر بن موألة فداواه و كساه. فقال معقل في ذلك:

يديت [4] على ابن حسحاس بن وهب‌

بأسفل ذي الجذاة يد الكريم‌

قصرت له من الدّهماء لمّا

شهدت و غاب من له من حميم [5]

و لو أنّي أشاء لكنت منه‌

مكان الفرقدين من النّجوم‌

أخبّره بأن الجرح يشوي‌

و أنّك فوق عجلزة جموم [6]

يقول: إن الجرح الذي بك شوى لم يصب منك مقتلا-

ذكرت تعلّة الفتيان يوما

و إلحاق الملامة بالمليم‌

قال: و حمل معاوية بن يزيد [7] الفزاريّ فأخذ كبشة بنت الحجّاج بن معاوية بن قشير، و كانت عند مالك بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، فحمل معاوية بن خفاجة أخو [8] مالك على معاوية بن يزيد فقتله و استنقذ كبشة، و قال: يا بني عامر، إنهم/ يموتون، و قد كان [9] قيل لهم إنهم لا يموتون. و نزل حسّان بن عامر [10] بن الجون و صاح: يا آل كندة! فحمل عليه شريح بن الأحوص؛ فاعترض دون ابن الجون رجل من كندة يقال له حوشب، فضربه شريح بن الأحوص في رأسه فانكسر السيف فيه، فخرج يعدو بنصف [11] السيف و كان مما رعب [12] الناس مكانه. و شدّ طفيل بن مالك بن جعفر فأسر حسّان بن الجون، و شدّ عوف بن الأحوص على معاوية بن الجون فأسره و جزّ ناصيته و أعتقه على الثواب، فلقيته بنو عبس، فأخذه قيس بن زهير فقتله. فأتاهم عوف فقال: قتلتم طليقي فأحيوه أو ائتوني بملك مثله. فتخوّفت بنو عبس شرّه و كان مهيبا، فقالوا: أمهلنا.

فانطلقوا حتى أتوا أبا براء عامر بن مالك بن جعفر يستغيثونه على عوف، فقال: دونكم سلمى بن مالك فإنه نديمه/ و صديقه- و كانا مشتبهين أحمرين [13] أشقرين ضخمة أنوفهما، و كان في سلمى حياء-


[1] عبارة «النقائض»: «الحمس قريش و ما ولدت من قبائل العرب يتشدّدون في دينهم، و الحلة لم يكونوا كذلك».

[2] استحلم الرجل (بالبناء للمجهول): روهق في القتال و احتوشه العدوّ.

[3] في «الأصول»: «و استحلم حسحاس بن مرة بن أعياء ...» و التكملة و التصويب من «النقائض»، و يؤيده الشعر الذي بعده.

[4] يديت: اتخذت عنده يدا، و الأكثر في اتخاذ اليد أن يقال أيديت بالألف؛ أما يديت فقليل. و يقال يديت فلانا إذا أصبت يده؛ و هذا مطرد في سائر الأعضاء. و ذو الجذاة (بفتح الجيم و كسرها كما في كتاب «معجم ما استعجم» للبكري): موضع.

[5] كذا في النقائض. و في ج: «من لك من حميم». و في أ، م: «من كد حميم». و في «س»: «على كر الحميم». و في «ب»: «من كرمن حميم» و في «معجم البلدان» (في كلامه على الجداة بالجيم و الدال المهملة): «عن دار الحميم».

[6] العجلزة (بكسر العين و اللام لهجة قيس، و بفتحهما لهجة تميم): الشديدة الخلق القوية، توصف بها النوق و الخيل، و في الخيل أعرف. و الجموم من الخيل: الذي إذ ذهب منه إحضار جاءه إحضار، يوصف به المذكر و المؤنث.

[7] في «النقائض»: «بدر» بدل «يزيد».

[8] في «الأصول»: «أبو مالك». و التصويب من «النقائض».

[9] عبارة «النقائض»: «يا بني عامر إنهم يموتون. أحمد: و قد يروى أنه قال إنهم لا يموتون».

[10] في «النقائض»: «عمرو».

[11] في «النقائض»: «بقصدة السيف».

[12] في «الأصول»: «رغب الناس» بالغين المعجمة. و التصويب من «النقائض».

[13] كذا في «النقائض». و في «بعض الأصول»: «أخوين أشعرين». و في بعضها: «أحويين أشعرين».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست