responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 447

على ذلك أحدا، و قد حمل الحمالة [1] الحارث بن عوف بن أبي حارثة، و قيل بل أخوه حارثة بن [2] سنان.

فأقبل [3] رجل/ من بني عبس ثم أحد بني مخزوم، حتى نزل بحصين بن ضمضم. فقال له حصين: من أنت أيّها الرجل؟ قال: عبسيّ. قال: من أيّ عبس؟ فلم يزل ينتسب حتى انتسب إلى بني غالب، فقتله حصين. و بلغ ذلك الحارث بن عوف و هرم بن سنان فاشتدّ عليهما، و بلغ بني عبس فركبوا نحو الحارث. فلمّا بلغه ركوبهم إليه و ما قد اشتدّ عليهم من قتل صاحبهم و أنّهم يريدون قتل الحارث، بعث إليهم بمائة من الإبل معها ابنه، و قال للرسول: قل لهم: الإبل أحبّ إليكم أم أنفسكم؟ فأقبل الرسول حتى قال لهم ذلك. فقال لهم الرّبيع بن زياد: يا قوم إنّ أخاكم قد أرسل إليكم: «الإبل أحبّ إليكم أم ابني تقتلونه مكان قتيلكم». فقالوا نأخذ الإبل و نصالح قومنا، و نتمّ الصّلح. فذلك حين يقول زهير يمدح الحارث و هرما:

أ من أمّ أوفى دمنة لم تكلّم‌

و هي أوّل قصيدة مدح بها هرما، ثم تابع ذلك بعد.

قصة زواج الحارث بن عوف ببهيسة بنت أوس و تحمله الدية في ماله بين عبس و ذبيان:

و قد أخبرني الحسن بن عليّ بهذه القصة، و روايته أتمّ من هذه، قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثنا محمد بن إسحاق المسيّبيّ قال حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال:

قال الحارث بن عوف بن أبي حارثة: أ تراني [4] أخطب إلى أحد فيردّني؟ قال نعم. قال: و من ذاك؟ قال:

أوس بن حارثة بن لأم الطّائيّ. فقال الحارث لغلامه: ارحل بنا، ففعل. فركبا حتى أتيا أوس بن حارثة في بلاده فوجداه في منزله. فلمّا رأى الحارث بن عوف قال: مرحبا بك يا حار. قال:/ و بك. قال: ما جاء بك يا حار؟

قال: جئتك خاطبا. قال: لست هناك. فانصرف و لم يكلّمه. و دخل أوس على امرأته مغضبا و كانت من عبس فقالت: من رجل وقف عليك فلم يطل و لم تكلّمه؟ قال: ذاك سيّد العرب الحارث بن عوف بن أبي حارثة المرّيّ. قالت: فما لك لم [5] تستنزله؟ قال: إنه استحمق. قالت: و كيف؟ قال: جاءني خاطبا. قالت: أ فتريد أن تزوّج بناتك؟ قال نعم. قالت: فإذا لم تزوّج سيّد العرب فمن؟ قال: قد كان ذلك. قالت: فتدارك ما كان منك. قال بما ذا؟ قالت: تلحقه فتردّه. قال: و كيف و قد فرط منّي ما فرط إليه؟ قالت تقول له: إنك لقيتني مغضبا بأمر لم تقدّم فيه [6] قولا، فلم يكن عندي فيه من الجواب إلا ما سمعت، فانصرف و لك عندي كلّ ما أحببت فإنه سيفعل. فركب في أثرهما. قال خارجة بن سنان: فو اللّه إني لأسير إذ حانت منّي التفاتة فرأيته، فأقبلت على الحارث و ما يكلّمني غمّا فقلت له: هذا أوس بن حارثة في أثرنا. قال: و ما نصنع به! امض! فلمّا


[1] الحمالة: الدية.

[2] في «شرح التبريزي» و ابن الأنباري على «المعلقات» و الأعلم الشنتمري و «شرح ثعلب لديوان زهير»: «و قد حمل الحمالة الحارث بن عوف بن أبي حارثة و هرم بن سنان بن أبي حارثة».

[3] في الأصول: «فأقبل على رجل إلخ» و التصويب عن المصادر المتقدّمة.

[4] هكذا في الأصول. و لم يذكر المخاطب الذي كان يحدثه. و باقي القصة يعين أنه خارجة بن سنان.

[5] في ب، س: «لاستنزله».

[6] كذا في ج. و في سائر الأصول: «لم تقدّم مني فيه قولا».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 447
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست