responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 446

ويل لأجمال العجوز منّي‌

إذا دنوت و دنون منّي‌

كأنّني سمعمع من جنّ‌

- سمعمع: لطيف الجسم قليل اللحم- و ساق الإبل و أمّه حتى انتهى إلى قومه مزينة.

فذلك حيث يقول:

و لتغدون إبل مجنّبة

من عند أسعد و ابنه كعب‌

- مجنّبة: مجنوبة-

الآكلين صريح قومهما

أكل الحبارى [1] برعم الرّطب [2]

البرعم [3]: شجرة و لها نور- قال: فلبث فيهم حينا، ثم أقبل بمزينة مغيرا على بني ذبيان. حتى إذا مزينة أسهلت و خلّفت بلادها و نظروا إلى أرض غطفان، تطايروا عنه راجعين، و تركوه وحده. فذلك حيث يقول:

من يشتري فرسا لخير غزوها

و أبت عشيرة ربّها أن تسهلا

/ يعني أن تنزل السّهل. قال: و أقبل حين رأى ذلك من مزينة حتى دخل في أخواله بني مرّة. فلم يزل هو و ولده في بني عبد اللّه بن غطفان إلى اليوم.

قال معلقته في مدح هرم بن سنان و الحارث بن عوف و قد حملا دية هرم بن ضمضم في مالهما:

أ من أمّ أوفى دمنة لم تكلّم‌

قالها زهير في قتل ورد بن حابس العبسيّ هرم بن ضمضم المرّيّ الذي يقول فيه عنترة و في أخيه:

و لقد خشيت بأن أموت و لم تدر

للحرب دائرة على ابني ضمضم‌

و يمدح بها هرم بن سنان و الحارث بن عوف بن سعد بن ذبيان المرّيّين لأنهما احتملا ديته في مالهما؛ و ذلك قول زهير:

سعى ساعيا غيظ بن مرّة بعد ما [4]

تبزّل ما بين العشيرة بالدّم‌

يعني بني غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان.

قال الأثرم أبو الحسن حدّثني أبو/ عبيدة قال:

كان ورد بن حابس العبسيّ قتل هرم بن ضمضم المرّيّ، فتشاجر عبس و ذبيان قبل الصلح، و حلف حصين بن ضمضم ألّا يغسل رأسه حتى يقتل ورد بن حابس أو رجلا من بني عبس ثم من بني غالب، و لم يطلع‌


[1] الحبارى: طائر يضرب به المثل في البلاهة و الحمق، و هو طائر صحراوي يبيض في الرمال النائية.

[2] الرطب: الرعي الأخضر من البقل و الشجر، و قبيل جماعة العشب الأخضر.

[3] الذي في «اللسان»: أن البرعم كم ثمر الشجر و النور، و قيل هو زهرة الشجر و نور النبت قبل أن يتفتح. و قد استشهد بهذا البيت.

[4] ما و الفعل بتأويل المصدر. و تبزل: تشقق، و بالدم: يريد بسفك الدم. يقول: سعى هذان السيدان (هرم بن سنان و الحارث بن عوف) في إحكام العهد بين عبس و ذبيان بعد تشقق الألفة و المودة بين القبيلة بسبب سفك الدماء بين عبس و ذبيان. (انظر «شرح ديوان زهير» للأعلم الشنتمري).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست