البرعم [3]:
شجرة و لها نور- قال: فلبث فيهم حينا، ثم أقبل بمزينة مغيرا على بني ذبيان. حتى
إذا مزينة أسهلت و خلّفت بلادها و نظروا إلى أرض غطفان، تطايروا عنه راجعين، و
تركوه وحده. فذلك حيث يقول:
من يشتري فرسا لخير غزوها
و أبت عشيرة ربّها أن تسهلا
/ يعني أن تنزل السّهل. قال: و أقبل حين رأى
ذلك من مزينة حتى دخل في أخواله بني مرّة. فلم يزل هو و ولده في بني عبد اللّه بن
غطفان إلى اليوم.
قال معلقته
في مدح هرم بن سنان و الحارث بن عوف و قد حملا دية هرم بن ضمضم في مالهما:
أ من أمّ أوفى دمنة لم تكلّم
قالها زهير في
قتل ورد بن حابس العبسيّ هرم بن ضمضم المرّيّ الذي يقول فيه عنترة و في أخيه:
و لقد خشيت بأن أموت و لم تدر
للحرب دائرة على ابني ضمضم
و يمدح بها هرم
بن سنان و الحارث بن عوف بن سعد بن ذبيان المرّيّين لأنهما احتملا ديته في مالهما؛
و ذلك قول زهير:
كان ورد بن
حابس العبسيّ قتل هرم بن ضمضم المرّيّ، فتشاجر عبس و ذبيان قبل الصلح، و حلف حصين
بن ضمضم ألّا يغسل رأسه حتى يقتل ورد بن حابس أو رجلا من بني عبس ثم من بني غالب،
و لم يطلع
[1]
الحبارى: طائر يضرب به المثل في البلاهة و الحمق، و هو طائر صحراوي يبيض في الرمال
النائية.
[2] الرطب:
الرعي الأخضر من البقل و الشجر، و قبيل جماعة العشب الأخضر.
[3] الذي في
«اللسان»: أن البرعم كم ثمر الشجر و النور، و قيل هو زهرة الشجر و نور النبت قبل
أن يتفتح. و قد استشهد بهذا البيت.
[4] ما و
الفعل بتأويل المصدر. و تبزل: تشقق، و بالدم: يريد بسفك الدم. يقول: سعى هذان
السيدان (هرم بن سنان و الحارث بن عوف) في إحكام العهد بين عبس و ذبيان بعد تشقق
الألفة و المودة بين القبيلة بسبب سفك الدماء بين عبس و ذبيان. (انظر «شرح ديوان
زهير» للأعلم الشنتمري).