فضحك و أمر له
بمائتين و خمسة و سبعين درهما و قال: ما أساء من أنصف، و قد كافأتك عن قومك و زدتك
مائة
داعب المنصور
في جنازة بنت عمه حتى ضحك:
أخبرني الحرميّ
قال حدّثنا الزّبير عن جعفر بن الحسين اللّهبيّ عن عمّه مصعب:
أنّ حمّادة بنت
عيسى توفّيت و حضر المنصور جنازتها. فلمّا وقف على حفرتها قال لأبي دلامة: ما
أعددت لهذه الحفرة؟ قال: بنت عمّك يا أمير المؤمنين حمّادة بنت عيسى يجاء بها
الساعة فتدفن فيها. فضحك المنصور حتى غلب فستر وجهه.
سأل الخيزران
جارية فوعدته بها و أبطأت فاستنجزها بشعر، و قصة زوجته و ابنه مع هذه الجارية:
أخبرني عمّي
رحمه اللّه تعالى قال حدّثنا محمد بن سعد الكرّانيّ قال قال أبو عمر حفص بن عمر
العمريّ حدّثنا الهيثم قال:
جحّت الخيزران،
فلمّا خرجت صاح بها أبو دلامة. قالت: سلوه ما أمره. قالوا له: ما أمرك؟ فقال:
أدنوني من
محملها. قالت: أدنوه، فأدني. فقال: أيّتها السيّدة، إنّي شيخ كبير و أجرك فيّ
عظيم. قالت: فمه.
قال: تهبين لي
جارية من جواريك تؤنسني و ترفق بي و تريحني من عجوز عندي، قد أكلت رفدي، و أطالت
كدّي، و قد عاف جلدي جلدها، و تمنّيت بعدها، و تشوّقت فقدها. فضحكت الخيزران و
قالت: سوف آمر لك بما سألت. فلما رجعت تلقّاها و ذكّرها، و خرج معها إلى بغداد
فأقام حتى غرض [2]. ثم دخل على أمّ عبيدة حاضنة موسى و هارون، فدفع إليها رقعة قد
كتبها إلى الخيزران فيها:
و
عزله عنها. (انظر ابن الأثير ج 6 ص 6 و 7 و 26 و 27 و 39 و 41).
[1] قال
الزمخشري في تفسير قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ
الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً: «الرقيم اسم كلبهم، قال أمية بن أبي
الصلت:
و ليس بها إلا الرقيم مجاورا
و صيدهم و القوم في الكهف همّد
و قيل هو لوح
من رصاص رقمت فيه أسماؤهم جعل على باب الكهف، و قيل إن الناس رقموا حديثهم نقرا في
الجبل، و قيل: هو الوادي الذي فيه الكهف، و قيل الجبل، و قيل قريتهم، و قيل مكانهم
بين غضبان و أيلة دون فلسطين». و في «اللسان» مادة رقم: «قال أبو القاسم الزجاجي
في الرقيم خمسة أقوال: أحدها عن ابن عباس أنه لوح كتبت فيه أسماؤهم. الثاني أنه
الدواة بلغة الروم عن مجاهد. الثالث القرية عن كعب. الرابع الوادي. الخامس الكتاب
عن الضحاك و قتادة، و إلى هذا القول يذهب أهل اللغة».