/
أحلاس [1] خيل اللّه و هي مغيرة
يخرجن من خلل الغبار الأكهب [2]
قال: فأمر له بدار يسكنها و كسوة و دراهم. و كانت الدار قريبة من قصره، فأمر بأن تزاد في قصره بعد ذلك لحاجة دعته إليها. فدخل عليه أبو دلامة فأنشده قوله:
يا ابن عمّ النبيّ دعوة شيخ
قد دنا هدم داره و دماره
فهو كالماخض التي اعتادها الطّل
ق فقرّت و ما يقرّ قراره
إن تحز عسره بكفّيك يوما
فبكفّيك عسره و يساره
أو تدعه فللبوار، و أنّى
و لما ذا و أنت حيّ بواره
هل يخاف الهلاك شاعر قوم
قدمت في مديحهم أشعاره
لكم الأرض كلّها فأعيروا
شيخكم ما احتوى عليه جداره
فكأن قد مضى و خلّف فيكم
ما أعرتم و أقفرت منه داره
فاستعبر المنصور، و أمر بتعويضه دارا خيرا منها و وصله.
عابه عند المهدي محرز و مقاتل ابنا ذؤال فهجاهما بحضرته:
قال ابن النطّاح:
و دخل أبو دلامة على المهديّ و عنده محرز و مقاتل ابنا ذؤال يعاتبانه على تقريبه أبا دلامة و يعيبانه عنده.
فقال أبو دلامة:
ألا أيّها المهديّ هل أنت مخبري
و إن أنت لم تفعل فهل أنت سائلي
أ لم ترحم اللّحيين من لحيتيهما
و كلتاهما في طولها غير طائل
و إن أنت لم تفعل فهل أنت مكرمي
بحلقهما من محرز و مقاتل
فإن يأذن المهديّ لي فيهما أقل
مقالا كوقع السيف بين المفاصل
/ و إلّا [3] تدعني و الهموم تنوبني
و قلبي من العجلين جمّ البلابل
/ فقال: أو آخذ لك منهما عشرة آلاف درهم يفديان بها أعراضهما منك؟ قال: ذلك إلى أمير المؤمنين.
فأخذها له منهما و أمسك عنهما.
مدح سعيد بن دعلج فأجازه:
و دخل أبو دلامة على سعيد بن دعلج [4] مولى بني تميم فقال:
[2] الكهبة: غبرة مشربة سوادا.
[3] فعل الشرط محذوف أي و إلا تفعل تدعني.
[4] كان أميرا على شرطة البصرة و أحداثها لأبي جعفر المنصور، ثم ولي البحرين له أيضا و عزله بعد ذلك. و ولي للمهدي طبرستان-