responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 267

هذا فارس واحد يقود ظعينة، و خليق أن يكون الرجل قرشيّا. فقال دريد: هل منكم رجل يمضي إليه فيقتله و يأتينا به و بالظّعينة؟ فانتدب إليه رجل من القوم فحمل عليه، فلقيه مسهر فاختلفا طعنتين بينهما، فقتله مسهر بن الحارث. ثم حمل عليه آخر فكانت سبيله سبيل صاحبه؛ حتى قتل منهم أربعة نفر. و بقي دريد وحده فأقبل إليه؛ فلما رآه ألقى الخطام من يده إلى المرأة و قال: خذي خطامك؛ فقد أقبل إليّ فارس ليس كالفرسان الذين تقدّموه؛ ثم قصد إليه و هو يقول:

أما ترى الفارس بعد الفارس‌

أرداهم عامل رمح يابس‌

/ فقال له دريد: من أنت للّه أبوك؟ قال: رجل من بني الحارث بن كعب. قال: أنت الحصين؟ قال لا. قال:

فالمحجّل هوذة؟ قال لا. قال: فمن أنت؟ قال: أنا مسهر بن يزيد. قال: فانصرف دريد و هو يقول:

أ من ذكر سلمى ماء عينيك يهمل‌

كما انهلّ خزر من شعيب مشلشل [1]

و ما ذا ترجّي بالسلامة بعد ما

نأت حقب و ابيضّ منك المرجّل [2]

و حالت عوادي الحرب بيني و بينها

و حرب تعلّ الموت صرفا و تنهل‌

قراها إذا باتت لديّ مفاضة

و ذو خصل نهد المراكل هيكل [3]

كميش [4] كتيس الرّمل أخلص متنه‌

ضريب [5] الخلايا و النّقيع المعجّل‌

عتيد لأيّام الحروب كأنّه‌

إذا انجاب ريعان العجاجة أجدل [6]

يجاوب [7] جردا كالسّراحين [8] ضمّرا

ترود بأبواب البيوت و تصهل‌

على كل حيّ قد أطلّت بغارة

و لا مثل ما لاقى الحماس و زعبل‌

- الحماس و زعبل: قبيلتان من بني الحارث بن كعب-

غداة رأونا بالغريف [9] كأنّنا

حبيّ [10] أدرّته الصّبا متهلّل‌

بمشعلة تدعو هوازن، فوقها

نسيج من الماذيّ [11] لأم مرفّل‌

/ لدى معرك فيها تركنا سراتهم‌

ينادون، منهم موثق و مجدّل‌


[1] شلشل الماء: قطر.

[2] المرجل: الشعر؛ يقال: رجل الشعر إذا سرحه.

[3] المفاضة هنا: الدرع. و ذو خصل: يريد فرسا. و المراكل: جمع مركل و هو حيث تصير رجلك من الدابة؛ يقال فرس نهد المراكل أي واسع الجوف. و الهيكل: الضخم.

[4] الكميش: السريع.

[5] الضريب: اللبن. و الخلايا: جمع خلية و هي الناقة المخلاة للحلب. يريد أن هذا الفرس معتنى به.

[6] الأجدل: الصقر.

[7] كذا في ح. و في سائر الأصول: «يحارب» و هو تحريف.

[8] السراحين: الذئاب واحدها سرحان.

[9] كذا في الأصول. و لعلها العزيف أو نحو ذلك.

[10] الحبي: السحاب المتراكم. و في الأصول: «حيي» بياءين.

[11] الماذي: الدروع اللينة السهلة. و اللأم: الدروع، واحدها لأمة. و المرفل: المسبغ.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست