هذا
فارس واحد يقود ظعينة، و خليق أن يكون الرجل قرشيّا. فقال دريد: هل منكم رجل يمضي
إليه فيقتله و يأتينا به و بالظّعينة؟ فانتدب إليه رجل من القوم فحمل عليه، فلقيه
مسهر فاختلفا طعنتين بينهما، فقتله مسهر بن الحارث. ثم حمل عليه آخر فكانت سبيله
سبيل صاحبه؛ حتى قتل منهم أربعة نفر. و بقي دريد وحده فأقبل إليه؛ فلما رآه ألقى
الخطام من يده إلى المرأة و قال: خذي خطامك؛ فقد أقبل إليّ فارس ليس كالفرسان
الذين تقدّموه؛ ثم قصد إليه و هو يقول:
أما ترى الفارس بعد الفارس
أرداهم عامل رمح يابس
/ فقال له دريد: من أنت للّه أبوك؟ قال: رجل من
بني الحارث بن كعب. قال: أنت الحصين؟ قال لا. قال:
فالمحجّل هوذة؟
قال لا. قال: فمن أنت؟ قال: أنا مسهر بن يزيد. قال: فانصرف دريد و هو يقول: