قال:
فلما بلغ يزيد شعره قال: وجب حقّ الرجل! فبعث إليه أن اقدم علينا. فلما قدم عليه
أكرمه و أحسن مثواه. فقال له دريد يوما: يا أبا النّضر، إني رأيت منكم خصالا لم
أرها من أحد من قومكم: إني رأيت أبنيتكم متفرّقة، و نتاج خيلكم قليلا، و سرحكم
يجيء معتما، و صبيانكم يتضاغون [1] من غير جوع. قال: أجل! أمّا قلّة نتاجنا فنتاج
هوازن يكفينا و أمّا تفرّق أبنيتنا فللغيرة على النساء. و أمّا بكاء صبياننا فإنّا
نبدأ بالخيل قبل العيال. و أمّا تمسّينا بالنّعم فإنّ فينا الغرائب و الأرامل،
تخرج المرأة إلى مالها حيث لا يراها أحد. قال: و أقبلت طلائعهم على يزيد، فقال شيخ
منهم:
فقال له دريد:
من أين جاء هؤلاء؟ فقال: هذه طلائعنا لا نسرح و لا نصطبح حتى يرجعوا إلينا. فقال
له: ما ظلمكم من جعلكم جمرة مذحج. و ردّ يزيد عليه الأسارى من قومه و جيرانه، ثم
قال له: سلني ما شئت؛ فلم يسأله شيئا إلّا أعطاه إيّاه. فقال دريد في ذلك:
قال و قال ابن
الكلبيّ: خرج دريد بن الصّمّة في فوارس من قومه في غزاة له، فلقيه مسهر بن يزيد
الحارثيّ، الذي فقأ عين عامر بن الطّفيل، يقود بامرأته أسماء بنت حزن الحارثيّة.
فلما رآه القوم قالوا: الغنيمة،