عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. و البيضاء و عبد اللّه أبو رسول
اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم توأمان. و كان عقبة بن أبي معيط تزوّج أروى بعد
وفاة عفّان، فولدت له الوليد و خالدا و عمارة و أمّ كلثوم، كلّ هؤلاء إخوة عثمان
لأمّه. و وليّ عثمان الوليد بن عقبة في خلافته الكوفة، فشرب الخمر و صلّى بالناس و
هو سكران فزاد في الصلاة، و شهد عليه بذلك عند عثمان فجلده الحدّ. و سيأتي خبره
بعد هذا في موضعه.
و أبو قطيفة
عمرو بن الوليد يكنى أبا الوليد. و أبو قطيفة لقب لقّب به. و أمّه بنت الرّبيع بن
ذي الخمار من بني أسد بن خزيمة.
نفى ابن
الزبير أبا قطيفة فيمن نقله عن المدينة في وقعة الحرّة
و قال أبو
قطيفة هذا الشعر حين نفاه ابن الزّبير مع بني أميّة عن المدينة، مع نظائر [1] له
تشوّقا إليها. حدّثني بالسبب في ذلك أحمد بن محمد بن شبيب بن أبي شيبة البزّار
[2]، قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز [3] عن المدائنيّ، و أخبرني ببعضه أحمد بن
محمد بن الجعد قال حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب قال حدّثني أبي قال حدّثني وهب بن
جرير عن أبيه في كتابه المسمّى «كتاب الأزارقة»، و نسخت بعضه من كتاب منسوب إلى
الهيثم بن عديّ. و اللفظ للمدائنيّ في الخبر ما اتّسق، فإذا انقطع أو اختلف نسبت
الخلاف إلى راويه. قال الهيثم بن عديّ أخبرنا ابن عيّاش عن مجالد عن الشّعبيّ و عن
ابن أبي الجهم [4] و محمد بن المنتشر:
خروج ابن
الزبير على بني أمية و وفد يزيد بن معاوية له
أنّ الحسين بن
عليّ بن أبي طالب- عليه و على أبيه السّلام-/ لمّا سار إلى العراق، شمّر ابن
الزبير للأمر الذي أراده و لبس المعافريّ [5] و شبر بطنه و قال: إنما بطني شبر، و
ما عسى أن يسع الشبر [6]! و جعل يظهر عيب بني أميّة و يدعو إلى خلافهم. فأمهله
يزيد سنة، ثم بعث إليه عشرة من أهل الشام عليهم النّعمان بن بشير. و كان أهل الشام
يسمّون أولئك العشرة النّفر الرّكب، منهم عبد اللّه بن عضاه الأشعريّ، و روح بن
زنباع الجذاميّ، و سعد بن حمزة الهمدانيّ، و مالك بن هبيرة السّكوني [7]، و أبو
كبشة السّكسكي، و زمل بن عمرو العذريّ، و عبد اللّه بن مسعود، و قيل: ابن مسعدة
الفزاريّ، و أخوه عبد الرحمن، و شريك بن عبد اللّه الكنانيّ، و عبد اللّه بن عامر
الهمدانيّ، و جعل عليهم، النعمان بن بشير، فأقبلوا حتى قدموا مكة على عبد اللّه
ابن الزّبير، و كان النعمان/ يخلو به في الحجر كثيرا. فقال له عبد اللّه بن عضاة
يوما: يا ابن الزّبير، إنّ هذا الأنصاريّ و اللّه ما أمر بشيء إلا و قد أمرنا
بمثله إلا أنه قد أمّر علينا، إني و اللّه ما أدري ما بين المهاجرين و الأنصار.
فقال ابن الزّبير: يا ابن عضاه، مالي و لك! إنما أنا
[1]
النظائر: الأشياء جمع نظيرة بالتاء؛ لأن فعائل يطرد في فعالة و شبهه بتاء أو بغير
تاء، و المراد أنه قال هذا الشعر مع قصائد نظائر له.
و أما جمع
النظير مذكرا بمعنى المناظر و هو المقابل و المماثل فنظراء.
[5] نسبة إلى
معافر: اسم قبيلة من اليمن تنسب إليها هذه الثياب.
[6] يريد أنه
إنما يخرج على بني أمية لمصلحة الأمة لا لمطامع مادية.
[7] في جميع
الأصول: «السلولي». و التصويب من «تهذيب التهذيب» و «الخلاصة في أسماء الرجال»، و
الطبري، و «الكامل» لابن الأثير. و السكوني: نسبة إلى سكون و هي قبيلة من كندة.