قال فقال أيّوب
لأشعب: ما تظنّ أنّها وعدته [1]؟ قال: أخبرك يقينا لا ظنّا أنّها وعدته أن تأتيه
في شعب من شعاب العرج يوم الجمعة إذا نزل الرجال إلى الطائف للصّلاة، فعرض لها
عارض [2] شغل فقطعها عن موعده. قال: فمن كان الشاهدان؟/ قال: كسير و عوير، و كلّ
غير خير [3]: فند [4] أبو زيد مولى عائشة بنت سعد، و زور [5] الفرق مولى الأنصار.
قال: فمن العدل الحكم؟ قال:/ حصين بن غرير [6] الحميريّ. قال: فما حكم به؟ قال: أدّت
إليه حقّه و سقطت المئونة عنه. قال: يا أشعب، لقد أحكمت صناعتك! قال: سل علّامة عن
علمه.
شعر العرجي
في عاتكة زوجة طريح بن إسماعيل الثقفيّ
أخبرني محمد بن
مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن عورك [7] اللّهبيّ قال:
قال العرجيّ في
امرأة من بني حبيب (بطن من بني نصر بن معاوية) يقال لها عاتكة، و كانت زوجة طريح
بن إسماعيل الثّقفيّ:
[3] في «مجمع
الأمثال» للميداني: أن أوّل من قال هذا المثل أمامة بنت نشبة بن مرة، تزوّجها رجل
من غطفان أعور، فمكثت عنده ثم نشزت عليه فطلقها، فزوّجت من حارثة بن مرة من بني سليم
و كان أعرج مكسور الفخذ. فلما دخل بها و رأته كذلك قالت هذا المثل. و في ياقوت في
الكلام على كسير: كسير و عوير: جبلان عظيمان مشرفان على أقصى بحر عمان صعبا المسلك
و عرا المصعد و أورد المثل: «كسير و عوير و ثالث ليس فيه خير». (انظر «مجمع
الأمثال» للميداني و «ياقوت» و «شرح القاموس»).
[4] هو فند
مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، و كان أحد المغنّين المجيدين، و كان يجمع بين
الرجال و النساء، و له يقول ابن قيس الرقيات:
قل لفند يشيّع الأظعانا
طالما سرّ عيشنا و كفانا
و كانت عائشة
أرسلته يأتيها بنار، فوجد قوما يخرجون إلى مضر فخرج معهم فأقام بها سنة، ثم قدم
فأخذ بنار و جاء يعدو فقال:
«تعست
العجلة» فصارت مثلا. و لهذا قيل في المثل: «أبطأ من فند».
[5] كذا في
ب، س، ح. و في م، أ، ت، د: «و زرّ الفرق». و في معاهد التنصيص طبع بولاق ص 321: «و
زرّ العذق» و لم نعثر عليه.
[6] سيأتي
هكذا بعد في صفحة 403 من هذا الجزء و في ب، س، أ، م: «عرير» و في ت: «عوير». و في
ح، ء: «عزير».
[7] تقدّم
هكذا في صفحة 40 من هذا الجزء. و في ت، ح: «غورك». و في سائر النسخ: «عون». (و
انظر الحاشية رقم 1 ص 387) من هذا الجزء.