قال: فأعطاني
أربعمائة ضائنة و مائة لقحة [4]، و قال: ارفع فراشي؛ فرفعته فأخذت من تحته مائتي
دينار.
نصيب و كثير
عند أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة
أخبرني عيسى بن
الحسين الورّاق قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني أسعد [5] بن عبد اللّه المريّ عن
إبراهيم بن سعيد بن بشر بن عبد اللّه بن عقيل [6] الخارجيّ عن أبيه قال:
/ و اللّه إنّي
لمع أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة في حواء [7] له، إذ جاءه كثيّر فحيّاه، فاحتفى
به، و دعا بالغداء فشرعنا فيه و شرع معنا كثيّر؛ و جاء رجل فسلّم فرددنا عليه
السّلام و استدنيناه، فإذا نصيب في بزّة جميلة قد وافى الحجّ قادما من الشأم،
فأكبّ على أبي عبيدة فعانقه و سأله ثم دعاه إلى الغداء، فأكل مع القوم، فرفع كثيّر
يده و أقلع عن الطعام، و أقبل عليه أبو عبيدة و القوم جميعا يسألونه أن يأكل، فأبى
فتركوه. و أقبل كثيّر على نصيب فقال:
و اللّه يا أبا
محجن، إنّ أثر أهل الشأم عليك لجميل، لقد رجعت هذه الكرّة ظاهر الكبر قليل الحياء.
فقال له نصيب: لكنّ أثر الحجاز عليك يا أبا صخر غير جميل. [لقد رجعت] [8] و إنك
لزائد النقص، كثير الحماقة. فقال كثيّر: أنا و اللّه أشعر العرب حيث أقول لمولاتك:
[3] المثال
هنا: الفراش. و في الحديث أنه دخل على سعد و في البيت مثال رثّ أي فراش خلق. و قال
الأعشى:
بكلّ طوال الساعدين كأنما
يرى بسرى الليل المثال الممهدا
[4] اللقحة (بكسر اللام و يفتح): الناقة
الحلوب الغزيرة اللبن، و لا يوصف بها فلا يقال ناقة لقحة، و لكن يقال لقحة فلان، و
إنما يوصف بلقوح فيقال: ناقة لقوح.
[5] في ت، م:
«سعد بن عبيد اللّه المزني». و في س: «أسعد بن عبد اللّه المزني».
[6] قال
المرتضى: «و في «شرح مسلم» للنووي أن عقيلا كله بالفتح إلا ابن خالد عن الزهري و
يحيى بن عقيل و أبا قبيلة فبالضم» و ذكر أسماء أخرى مضمومة العين ليس هذا منها.
[9] في أكثر
النسخ: «بطن صحاح» و في ت «بطن محاح» و كلاهما محرّف، و الصواب بطن مجاح بالمعجمة.
قال ياقوت: و مجاح:
موضع من
نواحي مكة. و قد ضبط في ياقوت بفتح الميم و الجيم، و ضبطه المرتضى في مادة مجح
ككتاب. و جاء في حديث الهجرة عن ابن إسحاق أن دليلهما أجاز بهما مدلجة لقف ثم
استوطن بهما مدلجة محاج، كذا ضبطه بفتح الميم و حاء مهملة و آخره جيم.
قال ابن
هشام. و يقال مجاج (بجيمين و كسر الميم). قال ياقوت: «و الصحيح عندنا فيه غير ما
روياه، جاء في شعر ذكره الزبير بن بكار و هو مجاح بفتح الميم ثم جيم و آخره حاء
مهملة. و الشعر هو قول محمد بن عروة بن الزبير:
لعن اللّه بطن لقف مسبلا
و مجاحا و ما أحب مجاحا
و أنا أحسب
أن هذه هي رواية ابن إسحاق، و إنما انقلب على كاتب الأصل فأراد تقديم الجيم فقدّم
الحاء». (انظر ياقوت و المرتضى مادة مجح).
[10] عمق
(بفتح أوله و سكون ثانيه): واد من أودية الطائف نزله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم لما حاصر الطائف، و فيه بئر ليس بالطائف أطول رشاء منها.