ما ألّف أبي هذا الكتاب قط- يعني كتاب «الأغاني الكبير»- و لا رآه. و
الدليل على ذلك أن أكثر أشعاره المنسوبة إنما جمعت لما ذكر معها من الأخبار و ما
يجيء فيها إلى وقتنا هذا، و أن أكثر نسبه إلى المغنين خطأ. و الذي ألّفه أبي من
دواوين غنائهم يدلّ على بطلان هذا الكتاب؛ و إنما وضعه ورّاق كان لأبي بعد وفاته
سوى «الرخصة» التي هي أوّل الكتاب، فإنّ أبي ألفها؛ لأن أخباره كلها من روايتنا. و
قال أبو الفرج: هذا ما سمعته من أبي بكر وكيع حكاية فحفظته و اللفظ يزيد و ينقص. و
أخبرني جحظة أنه يعرف الورّاق الذي وضعه، و كان يسمى سندي بن علي، و حانوته في طاق
الزبل، و كان يورّق لإسحاق، فاتفق هو و شريك له على وضعه. و هذا الكتاب يعرف في
القديم «بكتاب الشركة»، و هو أحد عشر جزءا لكل جزء أوّل يعرف به؛ فالجزء الأوّل من
الكتاب: الرخصة، و هو تأليف إسحاق لا شك فيه و لا خلف.
(3) «كتاب
الأغاني» لحسن بن موسى النصيبي، و هو مرتب على حروف المعجم. قال ابن النديم في
كتاب «الفهرست» ص 145: «ألفه للمتوكل، و ذكر في هذا الكتاب أشياء من الأغاني لم
يذكرها إسحاق و لا عمرو بن بانة، و ذكر من أسماء المغنين و المغنيات في الجاهلية و
الإسلام كل طريف و غريب».
(4) «كتاب
الأغاني»، هو أيضا لحسن بن موسى المذكور آنفا. قال ابن النديم في «الفهرست» بعد أن
عزا إليه الكتاب السالف: و له «كتاب الأغاني» على الحروف.
الكلمات الاصطلاحية
الواردة في كتاب الأغاني
جاء في مقال
نشر المجلد الخامس من مجلة المقتبس صفحة 208 تحت عنوان «مصطلحات آلات الطرب و
أغاني العرب» بحث في اصطلاح الأصوات و أنواع الألحان الواردة في «كتب الأغاني». و
هو مأخوذ من كتاب مخطوط اسمه «نيل السعود في ترجمة الوزير داود» كتب سنة 1232 ه
كما ذكر في وصفه في المجلد الثاني من مجلة المقتبس ص 385. و عنوان البحث في هذا
الكتاب: «العود و مصطلحاته».
و إذ كانت
الأصوات الواردة أسماؤها في «كتاب الأغاني» غير معروفة على كثرة بحث العلماء عنها،
رأينا نقل ما له تعلق ببيان اصطلاحها من هذا المقال إفادة للقرّاء. و هو.
قال صاحب
الكتاب: «العود و مصطلحاته» في الصفحة 221 من المخطوط و ما يليها:
«كثيرا ما كنت
أطالع في «كتاب الأغاني» ألفاظا في مصطلح الغناء و ما كنت أتوصل إلى فهمها، حتى
ظفرت أخيرا برسالة لعبد القادر بن غيبي الحافظ المراغي المشهور بعلم الألحان،
فأخذت عنه ما يتعلق بفتح مغلق الكلام الخاص بهذا العلم فأقول:
اعلم أن
الألفاظ الواردة في «كتاب الأغاني» تتعلق كلها بالعود العربيّ، فإذا علمت تركيب
هذه الآلة هان عليك فهم ما أشكل عليك من مصطلحها. فهذه الآلة طولها مثل عرضها مرّة
و نصف مرة، و غورها كنصف عرضها، و عنقها كربع طولها في الراحة و ثخن الورقة من خشب
خفيف. و وجهها أصلب، و تمدّ عليه أربعة أوتار أغلظها البمّ بحيث يكون غلظه مثل
المثلث الذي يليه مرة و ثلثا، و المثلث إلى المثنى كذلك، و المثلث [1] مثل الزير
كذلك. و قد ضبطوها بطاقات الحرير فقالوا:
[1]
كذا في المجلة المنقول عنها هذا الموضوع. و لعله و المثنى إلى الزير كذلك.