responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 250

قالوا: و كيف قلت ذاك يا أبا حزرة؟ قال: مخرج كلّ ما أسمعتموني من الغناء من الرأس، و مخرج هذا من الصّدر.

تحكيم الأفلح المخزوميّ في غناء رقطاء الحبطية و صفراء العلقمية

أخبرني الحسن [1] بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني أبي قال حدّثني إبراهيم بن محمد الشافعيّ قال:

/ جاء سندة [2] الخيّاط المغنّي إلى الأفلح [3] المخزوميّ- و كان يوصف بعقل و فضل- فقال له: من أين أقبلت؟ و إلى أين تمضي؟ فقال: إليك قصدت من مجلس لبعض القرشيّين أقبلت محاكما إليك. قال: في ما ذا؟ قال:

كنت عند هذا الرجل و حضرت مجلسه رقطاء الحبطيّين، [4] و صفراء العلقميّين، فتناولتا بينهما رمل ابن سريج:

ليت شعري كيف أبقى ساعة

مع ما ألقى إذا الليل حضر

من يذق نوما و يهدأ ليله‌

فلقد بدّلت بالنوم السّهر

قلت مهلا إنها جنّيّة

إن نخالطها تفز منها بشرّ

/ فغنّتاه جميعا، و اختلفنا في تفضيلهما، ففضّل كلّ فريق منّا إحداهما، فرضينا جميعا بحكمك، فاحكم بيننا و بينهما. قال: فوجم ساعة- و أهل الحجاز إذا أرادوا أن يحكموا تأمّلوا ساعة ثم حكموا، فاذا حكم المحكّم مضى حكمه كائنا ما كان، ففضّل من فضّله و أسقط من أسقطه، إذا تراضى الخصمان به- فكره الأفلح أن يرضي قوما و يسخط آخرين، فقال لسندة [2]: صفهما أنت لي كيف كانتا إذ غنّتاه و اشرح لي مذهبهما فيه كما سمعت، و أنا أحكم بعد ذلك. فقال: سندة [2] أمّا جارية الحبطيين [4]، فإنها كانت تلوك لحنه كما يلوك الفرس العتيق لجامه، ثم تلقيه في هامة لدنة ثم تخرجه من منخر أغنّ [5]، و اللّه ما ابتدأته فتوسّطته و أنا أعقل، و لا فرغت منه فأفقت إلا و أنا أظنّ أنّي رأيته في نومي. و أما صفراء العلقميّين، فإنها أحسنهما حلقا، و أصحّهما صوتا، و ألينهما تثنّيا، و اللّه ما سمعها أحد قطّ فانتفع بنفسه و لا دينه./ هذا ما عندي، فاحكم أنت يا أخا بني مخزوم. فقال: قد حكمت بأنهما بمنزلة العينين في الرأس، فبأيّهما نظرت أبصرت، و لو كان في الدنيا من عبيد بن سريج خلف لكانتا. قال: فانصرفوا جميعا راضين بحكمه.

ثناء جرير المدينيّ على ابن سريج‌

أخبرني الحسين عن حمّاد عن أبيه عن محمد بن سلّام قال:

سألت جريرا المدينيّ [6] عن ابن سريج، فقال: أتذكره ويحك باسمه، و لا تقول: سيّد من غنّى و واحد من ترنّم!


[1] في ح، ر: «الحسين» و هو تحريف؛ إذ هو الحسن بن عليّ الخفاف، و قد تقدّم كثيرا أنه يروي عن محمد بن القاسم بن مهرويه.

[2] لم نعثر على ضبطه.

[3] في ر: «الأقلح». و في ت: «الأبلج». و في أ، م، ء: «الأبلح». و لم نعثر عليه حتى نرجح إحداها.

[4] في ح، ر: «الحبطية». و في ت، م، ء، أ: «الحنطبيين».

[5] في ت: «أرن» من الرنين و هو الصوت.

[6] في ح، ر: «المدنيّ».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست