عروضه من
الوافر [5]. الشّعر لأبي دهبل [6] الجمحيّ. و الغناء لمالك و له فيه لحنان: ثقيل
أوّل بالبنصر عن إسحاق، و خفيف ثقيل بالوسطى [عن عمرو [7]. و لمعبد فيه ثقيل أوّل
بالخنصر في مجرى الوسطى]. و لابن سريج في الخامس و ما بعده ثقيل أوّل مطلق في
مجرى البنصر عن إسحاق. و فيه للغريض ثاني ثقيل بالوسطى عن حبش [8].
مدح جرير
الشاعر لغناء ابن سريج
أخبرني الحسين
بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال: قدم جرير المدينة أو مكة فجلس مع قوم، فجعلوا
يعرضون عليه غناء رجل رجل من المغنّين، حتى غنّوه لابن سريج، فطرب و قال: هذا أحسن
ما أسمعتموني من الغناء كلّه.
[1]
سنح الطائر: ولّاك ميامنه، و برح: ولّاك مياسره. قال ابن بري: العرب تختلف في
العيافة يعني في التيمن و التشاؤم بالسانح بالبارح؛ فأهل نجد يتيمنون بالسانح،
كقول ذي الرمة و هو نجديّ:
خليليّ لا لا لاقيتما حيّيتما
من الطير إلا السانحات و أسعدا
و قال
النابغة و هو نجديّ فتشاءم بالبارح:
زعم البوارح أن رحلتنا غدا
و بذاك تنعاب الغراب الأسود
و قال كثيّر
و هو حجازيّ ممن يتشاءم بالسانح:
أقول إذا ما الطير مرّت مخيفة
سوانحها تجري و لا أستثيرها
فهذا هو
الأصل. ثم قد يستعمل النجديّ لغة الحجازيّ؛ فمن ذلك قول عمرو بن قميئة و هو نجديّ:
فبيني على طير سنيح نحوسه
و أشأم طير الزاجرين سنيحها
(انظر «اللسان» مادة سنح).
[2] ركك:
محلة من محالّ سلمى أحد جبلي طيء. قال الأصمعي: قلت لأعرابي: أين ركك؟ قال: لا
أعرفه و لكن هاهنا ماء يقال له ر ك. و قد فكّ في الشعر للضرورة؛ كما قال زهير:
ثم استمرّوا و قالوا إن موعدكم
ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك
(انظر «معجم ياقوت»).
[3] المراد
به قرن المنازل، و قد شرح فيما مضى مرارا.
[4] حرك هنا
لضرورة الشعر؛ لأن القصيدة من مجزوء الوافر الضرب السالم و القافية فيها كلها
مفاعلتن بالتحريك.
[8] كذا في
أكثر النسخ. و في ت: «و لابن سريج في الخامس و ما بعده ثم الأوّل و ما بعده ثقيل
أوّل الخ». و في ح، ر: «و لابن سريج في الخامس و ما بعده ثقيل أوّل مطلق بالوسطى
عن حبش».