/- الغناء لمعبد ثقيل أوّل بالبنصر عن يونس و
عمرو-.
ثم قالت: قم
فاخرج عنّي، ثم قامت من مجلسها. و جاءت المرأة فشدّت عينيّ، ثم أخرجتني حتى انتهت
بي إلى مضربي، و انصرفت و تركتني. فحللت عينيّ و قد دخلني من الكآبة و الحزن ما
اللّه به أعلم. و بتّ ليلتي، فلما أصبحت إذا أنا بها، فقالت: هل لك في العود؟
فقلت: شأنك، ففعلت بي مثل فعلها بالأمس، حتى انتهت بي إلى الموضع. فلما دخلت إذا
بتلك الفتاة على كرسيّ. فقالت [7]: إيه يا فضّاح الحرائر! قلت: بما ذا جعلني اللّه
فداءك؟ قالت: بقولك:
- الغناء لأهل مكة ثقيل أوّل عن الهشاميّ [9]-
ثم قالت قم فاخرج عنّي، فقمت فخرجت ثم رددت. فقالت
-
رويت الأبيات في «الكامل» للبرد طبع ليپزج ص 165 قال المبرد: و أنشدني أبو العالية
قال: قيل إن الشعر لعروة بن أذنية. و في شرح العيني بهامش «خزانة البغدادي» ج 3 ص
279- 282 في الكلام على البيت «فلثمت فاها ..»: أن قائل هذا الشعر هو عمر بن أبي
ربيعة، و قيل هو جميل و هو الأصح. و كذا قاله الجوهري. و في «الحماسة البصرية»:
قائله عبيد بن أوس الطائي في أخت عديّ بن أوس الطائي.
[2] لم تحرج:
لم تضق و لم تكن جادّة هي في حلفها فلا تأثم إذا لم تبرّ فيها. و تجوز روايته: «لم
تحرج» أي لم توقعها في الحرج و الإثم. و روى في «وفيات الأعيان» لابن خلكان و في
العيني بهامش «خزانة الأدب» ج 3 ص 280: «لم تلجج» أي لم تعتزم؛ يقال:
[4] لثم يلثم
من باب فرح بمعنى قبّل، و لثم يلثم من باب ضرب بمعنى تلثّم. و ربما قيل الأوّل
بالفتح؛ روى ابن كيسان أنه سمع المبرد ينشد هذا البيت: «فلثمت فاها الخ» (انظر
«اللسان» مادة لثم).
[5] نصب
«شرب» على المصدر المشبه به، لأن في اللثم معنى امتصاص الريق، فكأنه قال: شربت
ريقها شرب النزيف من ماء الحشرج البارد.
[6] النزيف
كالمنزوف: من عطش حتى يبست عروقه و جف لسانه، أو هو المحموم الذي منع الماء. و
الحشرج: النقرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيصفوا، أو هو كوز صغير لطيف. (راجع
«اللسان» مادتي نزف و حشرج و العيني بهامش «الخزانة» ج 3 ص 281).
[7] إيه:
كلمة استزادة و استنطاق، و هي مبنية على الكسر و قد تنوّن؛ تقول لرجل إذا استزدته
من حديث أو عمل: إيه بكسر الهاء. و قال ابن السّريّ: إذا قلت: إيه يا رجل فإنما
تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما كأنك قلت: هات الحديث، و إن قلت: إيه
بالتنوين فكأنك قلت: هات حديثا ما. و في ح، ر: «إيها» بالتنوين. و إيه بالفتح و
إيها بالتنوين: أمر بالسكوت و الكفّ.
[8] الجبّانة
و مثله الجبّان: الصحراء، و تسمى بهما المقابر لأنها تكون بها. و في ت: «من ديمومة
لم تمهد». و الديمومة: الفلاة الواسعة يدوم السير فيها لبعدها. و لم تمهد: لم تذلل
و لم تصلح و لم تسوّ.
[9] في ت
كتبت هذه الجملة بهامشها و كتب بعدها كلمة «صح». و في الصلب. «فيه هزج يمان
بالبنصر عن يحيى المكي».