أخبرني محمد بن
خلف بن المرزبان قال حدّثني أبو عليّ الأسديّ- و هو بشر ابن موسى بن صالح- قال
حدّثني أبي موسى بن صالح عن أبي بكر القرشيّ قال:
كان عمر بن أبي
ربيعة جالسا بمنى في فناء مضربه و غلمانه حوله، إذ أقبلت امرأة برزة [3] عليها أثر
النّعمة فسلّمت، فرد عليها عمر السّلام، فقالت له:؛ أنت عمر بن أبي ربيعة؟/ فقال
لها: أنا هو، فما حاجتك؟ قالت له: حيّاك اللّه و قرّبك! هل لك في محادثة أحسن
الناس وجها، و أتمّهم خلقا، و أكملهم أدبا، و أشرفهم حسبا؟
قال: ما أحبّ
إليّ ذلك! قالت: على شرط. قال: قولي. قالت: تمكنني من عينيك حتى أشدّهما [4] و
أقودك، حتى إذا توسّطت الموضع الذي أريد حللت الشّدّ، ثم أفعل ذلك بك عند إخراجك
حتى أنتهى بك إلى مضربك.
قال: شأنك،
ففعلت ذلك به. قال عمر: فلمّا انتهت بي إلى المضرب الذي أرادت كشفت عن وجهي، فإذا
أنا بامرأة على كرسيّ لم أر مثلها قطّ جمالا و كمالا، فسلّمت و جلست. فقالت: أ أنت
عمر بن أبي ربيعة؟ قلت: أنا عمر. قالت: أنت الفاضح للحرائر؟ قلت: و ما ذاك جعلني
اللّه فداءك؟ قالت: أ لست القائل:
[5] في ح، ر:
«و حرمة والدي». و في ت: «و تربة والدي». و في «الديوان»: «و عيش أبي و حرمة
إخوتي». و في «الكامل» للمبرد طبع ليپزج ص 165:
قالت و عيش أبي و أكبر إخوتي
و في العيني
على هامش «الخزانة» ج 3 ص 279:
قالت و عيش أبي و عدّة إخوتي
[6] نست هذه الأبيات إلى جميل بن معمر
العذريّ فيما نقله ابن عساكر عن أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري (راجع ترجمة جميل
في «وفيات الأعيان» ج 1 ص 161- 164). و قد عزى البيت الثالث في «اللسان» و «شرح
القاموس» في مادة سنج لجميل أيضا.
و رويت
الأبيات الثلاثة الأخرى في مادة حشرج في «اللسان» لعمر بن أبي ربيعة، و قال ابن
برّي: إنها لجميل و ليست لعمر، و قد-