و أخبرني به محمد بن خلف بن المرزبان [1] قال حدّثني إسحاق بن
إبراهيم عن محمد بن أبان قال أخبرني العتبيّ عن أبي زيد الزّبيريّ عن عثمان بن
إبراهيم الخاطبيّ قال:
أتيت عمر بن
أبي ربيعة بعد أن نسك بسنين و هو في مجلس قومه من بني مخزوم، فانتظرت حتى تفرّق
القوم، ثم دنوت منه و معي صاحب لي ظريف و كان قد قال لي: تعال حتى نهيجه على ذكر
الغزل، فننظر هل بقي في نفسه منه شيء. فقال له صاحبي: يا أبا الخطّاب، أكرمك
اللّه! لقد أحسن العذريّ و أجاد فيما قال. فنظر عمر إليه ثم قال له: و ما ذا قال؟
قال: حيث يقول:
قال: فضحك عمر
ثم قال: و أبيك لقد أحسن و أجاد و ما أبقى [4]! و لقد هيّجتما عليّ ساكنا، و
ذكّرتماني ما كان عنّي غائبا، و لأحدّثنّكما حديثا حلوا:
قصة عمر مع
هند بنت الحارث المرّيّة و ما قاله فيها من الشعر
[1]
كذا في ب، ح، ر. و في سائر النسخ: «الحاطبيّ» بالحاء المهملة و هو تصحيف. و قد
ذكره السيد مرتضى في مادة خطب و قال عنه: إنه من أئمة اللغة.
[2] في بعض
الأصول: «لو جز». و بقية هذا الشعر في «زهر الآداب» المطبوع بالمطبعة الرحمانية
سنة 1925 الجزء الأوّل ص 229:
و لو بلى تحت أطباق الثرى جسدي
لكنت أبلى و ما قلبي لكم ناسي
أو يقبض اللّه روحي صار ذكركم
روحا أعيش به ما عشت في الناس
لو لا نسيم لذكراكم يروّحني
لكنت محترقا من حرّ أنفاسي
و قد روى فيه
الخبر على غير هذا الوجه؛ فقد روى فيه أنه قيل لعمر: أ يعجبك قول الفرزدق:
سرت لعينك سلمى بعد مغفاها
... الأبيات؛ فلم يهش لها. فقيل له: أ يعجبك
قول العذري: «لو جذ بالسيف الخ» فنحرّك ثم قال: يا ويحه!! أبعد ما يحزّ رأسه يميل
إليها!.
و في
«الأمالي» الطبعة الأميرية ج 2 ص 50 أن القائل للشعر الأوّل هو رسبان العذري
(هكذا)، و للشعر الثاني نحبة بن جنادة العذري (هكذا). و في النسختين المخطوطتين
المحفوظتين بدار الكتب المصرية تحت رقمي 61 أدب ش و 62 أدب ش أن الأوّل هو ريسان
العذري بتقديم الياء المثناة على السين، و أن الثاني هو نجبة ابن جنادة العذريّ
بالجيم المعجمة لا بالحاء المهملة.
و قد أردنا
أن نتحقق نسبة هذا الشعر للفرزدق فلم نعثر عليه في «ديوانه» المطبوع بباريس سنة
1875.