لمعبد في: «و
لقد قلت ليلة الجزل ...» و الذي بعده خفيف ثقيل مطلق في مجرى الوسطى عن يونس و
إسحاق و دنانير، [و هو من مشهور غنائه [3]].
أخبرني الحرميّ
قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني ظبية [4] مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب عن ذهيبة [5]
مولاة محمد بن مصعب بن الزّبير قالت:
كنت عند أمة
الواحد أو أمة المجيد [6] بنت عمر بن أبي ربيعة في الجنبذ [7] الذي في بيت سكينة
بنت خالد بن مصعب أنا و أبوها عمر و جاريتان له تغنّيان، يقال لإحداهما البغوم، و
الأخرى أسماء. و كانت أمة المجيد بنت عمر تحت محمد بن مصعب بن الزبير.
/ قالت: فقال
عمر بن أبي ربيعة و هو معهم في الجنبذ [8] هذه الأبيات. فلما انتهى إلى قوله:
و لقد قلت ليلة الجزل لمّا
أخضلت ريطتي عليّ السماء
/ خرجت البغوم ثم رجعت إليه فقالت: ما رأيت
أكذب منك يا عمر! تزعم أنك بالجزل و أنت في جنبذ [8] محمد بن مصعب، و تزعم أنّ
السماء أخضلت ريطتك و ليس في السماء قزعة [9]! قال: هكذا يستقيم هذا الشأن.
و أخبرني عليّ
بن صالح عم أبي هفّان عن إسحاق عن المسيّبيّ و محمد بن سلّام. أنّ عمر أنشد ابن
أبي عتيق قوله:
[6] في ت.:
«كنت عند أمة الحميد بنت عمر ... و كانت أمة الحميد الخ». و قد تقدّم أن لعمر بن
أبي ربيعة ابنة يقال لها أمة الواحد، و فيها يقول:
لم تدر و ليغفر لها ربها
ما جشمتنا أمة الواحد
[7] في الأصول: «الجنيد» تحريف. و الجنبذ،
كما في «شرح القاموس» (مادة جنبذ) كل مرتفع مستدير من الأبنية و الآزاج كالقبة. و
في «القاموس» و «شرحه» مادة جبذ و «اللسان» و ابن الأثير مادة جنبذ: أن الجنبذة
(هكذا بالتاء) القبة عن ابن الأعرابي. و في الحديث في صفة أهل الجنة: «وسطها من
جنابذ من ذهب و فضة يسكنها قوم من أهل الجنة كالأعراب في البادية». و في حديث آخر:
«فيها جنابذ من لؤلؤ». قال السيد محمد مرتضى: و هو فارسيّ معرب، و أصله كنبد. و
قال «ياقوت» في مادة حنبذ: حنبذ من قرى نيسابور، العجم تقول كنبذ بالكاف، معناها
عندهم الأزج المدوّر كالقبة، و نحوها.