لقي عمر بن أبي ربيعة ليلى بنت الحارث بن عمرو البكريّة و هي تسير
على بغلة لها، و قد كان نسب بها، فقال: جعلني اللّه فداك! عرّجي هاهنا أسمعك بعض
ما قلته فيك. قالت: أو قد فعلت؟ قال نعم! فوقفت و قالت:
فقالت: آمرك
بتقوى اللّه و إيثار طاعته و ترك ما أنت عليه. ثم صاحت ببغلتها و مضت.
و في هذين
البيتين لابن سريج خفيق ثقيل بالوسطى عن يحيى المكيّ، و ذكر الهشاميّ أنه من
منحوله إلى ابن سريج. و فيهما رمل طنبوري لأحمد بن صدقة.
/ أخبرني بذلك
جحظة عنه. و أخبرني بهذا الخبر عبد اللّه بن محمد الرّازيّ قال: حدّثنا أحمد بن
الحارث الخرّاز عن ابن الأعرابيّ: أنّ ليلى هذه كانت جالسة في المسجد الحرام، فرأت
عمر بن أبي ربيعة، فوجّهت إليه مولى لها فجاءها به. فقالت له: يا ابن أبي ربيعة،
حتّى متى لا تزال سادرا [2] في حرم اللّه تشبّب بالنساء و تشيد بذكرهنّ! أ ما تخاف
اللّه! قال: دعيني من ذاك و اسمعي ما قلت. قالت: و ما قلت؟ فأنشدها الأبيات
المذكورة.
فقالت له القول
الذي تقدّم أنها أجابته به. قال: و قال لها: اسمعي أيضا ما قلت فيك، ثم أنشدها
قوله: