أخبرني الحرميّ
بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير قال حدّثني عمّي، و أخبرنا به عليّ بن صالح عن
أبي هفّان عن إسحاق عن رجاله:
أنّ عمر بن أبي
ربيعة نظر إلى رجل يكلّم امرأة في الطّواف، فعاب ذلك عليه و أنكره. فقال له: إنها/
ابنة عمّي. قال: ذاك أشنع لأمرك. فقال: إنّي خطبتها إلى عمّي، فأبى عليّ إلا بصداق
أربعمائة دينار، و أنا غير مطيق ذلك، و شكا إليه من حبّها و كلفه بها أمرا عظيما،
و تحمّل [7] به على عمّه. فسار معه إليه فكلّمه. فقال له: هو مملق، و ليس عندي ما
أصلح به أمره. فقال له عمر: و كم الذي تريده منه؟ قال: أربعمائة دينار. فقال له:
هي عليّ فزوّجه، ففعل ذلك.
و قد كان عمر
حين أسنّ حلف ألّا يقول بيت شعر ألّا أعتق رقبة. فانصرف عمر إلى منزله يحدّث نفسه،
فجعلت جارية له تكلّمه فلا يردّ عليها جوابا. فقالت له: إنّ لك لأمرا، و أراك تريد
أن تقول شعرا، فقال:
[9] الخدين:
الصديق الذي يخادنك فيكون معك في كل أمر ظاهر و باطن؛ و منه خدن الجارية: محدّثها.
و كان العرب في الجاهلية لا يمتنعون من خدن يحدّث الجارية، فجاء الإسلام بهدمه. و
في التنزيل العزيز: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) إلى قوله: (وَ
الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا
آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَ لا مُتَّخِذِي
أَخْدانٍ). الآية.