responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 127

يشهد [1]

الرحمن لا يجمعنا

سقف بيت رجبا بعد رجب‌

قلت حلا فاقبلي معذرتي‌

ما كذا يجري محبّ من أحبّ‌

إنّ كفّيّ لك رهن بالرّضا

فاقبلي يا هند، قالت قد وجب‌

الغناء لمالك خفيف ثقيل بالسّبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. و فيه لدحمان ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو. و فيه لمعبد لحن من كتاب يونس لم يجنّسه، و ذكر الهشاميّ أنه خفيف ثقيل. و فيه لابن سريج رمل عن الهشاميّ.

قال من حكينا عنه في صدر أخبار عمر روايته التي رواها عليّ بن صالح عن أبي هفّان عن إسحاق عن رجاله و الحرميّ عن الزّبير عن عمّه:

كان عمر بن أبي ربيعة يهوى امرأة يقال لها «أسماء»، فكان الرسول يختلف [2] بينهما زمانا و هو لا يقدر عليها. ثم وعدته أن تزوره، فتأهّب لذلك و انتظرها، فأبطأت عنه حتى غلبته عينه فنام، و كانت عنده جارية له تخدمه، فلم تلبث أن جاءت و معها جارية لها، فوقفت حجرة [3] و أمرت الجارية أن تضرب الباب، فضربته فلم يستيقظ. فقالت لها: تطلّعي فانظري ما الخبر؟ فقالت لها: هو مضطجع و إلى جنبه امرأة، فحلفت لا تزوره حولا، فقال في ذلك:

طال ليلي و تعنّاني الطّرب‌

قال أبو هفّان في حديثه: و بعث إليها امرأة كانت تختلف بينه و بين معارفه، و كانت جزلة [4] من النساء، فصدقتها عن قصّته و حلفت لها أنه لم يكن عنده إلا جاريته، فرضيت. و إيّاها يعني عمر بقوله:

/

فأتتها طبّة [5] عالمة

تخلط الجدّ مرارا باللّعب‌

تغلظ القول إذا لانت لها

و تراخي عند سورات الغضب‌

لم تزل تصرفها عن رأيها

و تأنّاها [6] برفق و أدب‌

قال إسحاق في خبره: و حدّثني ابن كناسة [7] قال أخبرني حمّاد الرواية قال: استنشدني الوليد بن يزيد، فأنشدته نحوا من ألف قصيدة، فما استعادني إلا قصيدة عمر بن أبي ربيعة:

طال ليلي و تعنّاني الطرب‌


[1] في ت: «شهد». و في ح، ر: «تشهد الرحمن».

[2] يختلف: يتردّد.

[3] حجرة: ناحية.

[4] الجزلة من النساء: العاقلة الأصيلة الرأي.

[5] طبة: حاذقة رفيقة.

[6] تأناها (بحذف إحدى تاءيه): تتمهل عليها؛ يقال: تأنيتك حتى لا أناة بي.

[7] هو أبو يحيى محمد بن عبد اللّه بن عبد الأعلى الأسدي، و يعرف بابن كناسة، قيل: إن كناسة لقب جدّه، و قيل: لقب أبيه؛ و هو ابن أخت إبراهيم بن أدهم من أهل الكوفة، كان عالما بالعربية و أيام الناس و الشعر، سمع هشام بن عروة و سليمان الأعمش، و روى عنه أحمد بن حنبل و محمد بن إسحاق الصاغاني. مات بالكوفة سنة سبع و مائتين (راجع «أنساب السمعاني» في مادة الكناسيّ).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست