responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 113

قال: فأنشدنيه، فأنشده قوله:

جرى ناصح بالودّ بيني و بينها

فقرّبني يوم الحصاب [1] إلى قتلي‌

فطارت بحدّ من فؤادي [2] و قارنت [3]

قرينتها حبل الصّفاء إلى حبلي‌

فلمّا تواقفنا عرفت الذي بها

كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل‌

فقلن [4] لها هذا عشاء و أهلنا

قريب أ لمّا تسأمي مركب البغل‌

فقالت فما شئتنّ قلن لها انزلي‌

فللأرض خير من وقوف على رحل [5]

نجوم دراريّ [6] تكنّفن صورة

من البدر وافت غير هوج [7] و لا عجل‌

فسلّمت و استأنست خيفة أن يرى‌

عدوّ مقامي أو يرى كاشح فعلي‌

فقالت و أرخت جانب السّتر إنّما

معي فتكلّم غير ذي رقبة أهلي‌

فقلت لها ما بي لهم من ترقّب‌

و لكنّ سرّي ليس يحمله مثلي‌

فلمّا اقتصرنا دونهنّ حديثنا

و هنّ [8] طبيبات بحاجة ذي الشّكل‌

عرفن الذي تهوى [9] فقلن ائذني لنا

نطف ساعة في برد ليل و في سهل‌

/ فقالت فلا تلبثن قلن تحدّثي‌

أتيناك، و انسبن انسياب مها الرّمل‌

و قمن [10] و قد أفهمن ذا اللّبّ أنّما

أتين [11] الذي يأتين من ذاك من أجلي‌

فقال جميل: هيهات يا أبا الخطّاب! لا أقول و اللّه مثل هذا سجيس الليالي [12]، و اللّه ما يخاطب النساء مخاطبتك أحد. و قام مشمّرا.

قال أبو عبد اللّه الزّبير قال عمّي مصعب: كان عمر يعارض جميلا، فإذا قال هذا قصيدة قال هذا مثلها.


[1] الحصاب كالمحصّب: موضع رمى الجمار.

[2] كذا في «ديوانه». و في الأصول: «سهامى».

[3] في «ديوانه»: «و نازعت قريبتها». و في ت، م، ء: «و قربت قرينتها».

[4] كذا في «ديوانه» و ت. و في سائر النسخ: «فقلت» و هو تحريف.

[5] كذا في «ديوانه» و أ، ر. و في سائر النسخ: «رجل».

[6] دراري، ممنوعة من الصرف، و نوّنت لضرورة الشعر.

[7] هوج: جمع هوجاء و هي المتعجلة في السير كأن بها هوجا و حمقا.

[8] كذا في ت. و في «ديوانه»: «و هنّ طبيبات بحاجة ذي التبل». و في سائر النسخ:

و هنّ ظنينات بحاجة ذي الشكل‌

و هو تحريف. و الشّكل: دلّ المرأة و غزلها. و التبل: أن يسقم الهوى صاحبه و يغلب عليه.

[9] في ت، ر، ح: «نهوى».

[10] في «الديوان»: «فقمن» بالفاء. و قد ذكره المؤلف بعد في هذه الصفحة كرواية «الديوان».

[11] في «ديوانه».

فعلن الذي يفعلن في ذاك من أجلي‌

[12] هذه كلمة تستعمل للتأبيد؛ يقل: لا آتيك سجيس اللبالي، أي لا آتيك أبدا.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست