اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 79
الاستطراد:
اطّرد الشيء: تبع بعضه بعضا و
جرى، و اطّردت الأشياء إذا تبع بعضها بعضا، و اطّرد الكلام اذا تتابع[1].
و الاستطراد عند الجاحظ هو الانتقال
من موضوع الى آخر لكي لا يمل القارئ أو السامع، و هذا واضح في معظم مؤلفاته.
و الاستطراد عند ثعلب هو حسن
الخروج[2]، و كذلك عند تلميذه ابن المعتز[3]، و قيل إنّ أوّل من ابتدع هذا
الاسلوب السموأل في قوله:
و
إنّا أناس لا نرى القتل سبّة
إذا
ما رأته عامر و سلول
يقرّب
حبّ الموت آجالنا لنا
و
تكرهه آجالهم فتطول
فكان هذا أول شاهد ورد في هذا
النوع و سار مسير الأمثال، قال ابن رشيق: «و هو أول من نطق به»[4]، و قال المصري: «و أحسب أنّ أول من استطرد بالهجاء
السموأل»[5].
و قيل إنّ البحتري الشاعر نقل هذه التسمية عن أبي تمام، قال الصولي: «حدثني أبو الحسن على بن محمد الانباري،
قال: سمعت البحتري يقول: أنشدني أبو تمام لنفسه:
و
سابح هطل التعداء هتّان
على
الجراء أمين غير خوّان
أظمى
الفصوص و لم تظمأ قوائمه
فخلّ
عينيك في ظمآن ريّان
فلو
تراه مشيحا و الحصى زيم
بين
السنابك من مثنى و وحدان
أيقنت
أن لم تثبت أنّ حافره
من
صخر تدمر أو من وجه عثمان
ثم قال لي: ما هذا الشعر؟ قلت: لا
أدري. قال: هذا المستطرد؛ أو قال: الاستطراد. قلت: و ما معنى ذلك؟
قال: يرى أنه يريد وصف الفرس و هو
يريد هجاء عثمان، فاحتذى هذا البحتري فقال في قصيدته التي مدح فيها محمد بن علي
القمي و يصف الفرس أولها:
[6]أخبار
أبي تمام ص 68، أخبار البحتري ص 59، حلية المحاضرة ج 1 ص 163، إعجاز القرآن ص 158،
زهر الآداب ج 4 ص 1041، البديع في نقد الشعر ص 75، حسن التوسل ص 227، نهاية الارب
ج 7 ص 119، أنوار الربيع ج 1 ص 228. و ينظر المنصف ص 73، و الاغاني ج 21 ص 48.
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 79