responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 64

المدني بينه و بين التكميل بقوله: «و الفرق بين هذا النوع و بين التكميل، أنّ التكميل يكمل ما وصف به أولا، و الاستتباع لا يلزم فيه ذلك» [1].

و من أمثلة ما جاء من الاستتباع في الذم قول ابن هاني المغربي:

إنّ لفظا تلوكه لشبيه‌

بك في منظر الجفاء الجليف‌

وصفة بالعي و قبح اللهجة على وجه يستتبع وصفه بجفاء الخلقة و الجلافة. و من ذلك قول المدني:

و بثّوا الجياد السابحات ليلحقوا

و هل يدرك الكسلان شأو أخي المجد

فساروا و عادوا خائبين على وجى‌

كما خاب من قدبات منهم على وعد [2]

الاستثناء:

الاستثناء من استثنيت الشي‌ء من الشي‌ء أي حاشيته‌ [3]، و قد عرفه الاشموني بقوله: «الاستثناء هو الاخراج ب «إلا» أو احدى اخواتها لما كان داخلا أو منزلا منزلة الداخل» [4].

و قد تحدث العسكري عنه في باب البديع و قسمه الى قسمين:

الأول: أن تأتي معنى تريد توكيده و الزيادة فيه فتستثني بغيره فتكون الزيادة التي قصدتها و التوكيد الذي توخيته في استثنائك كقول النابغة الذبياني:

و لا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم‌

بهنّ فلول من قراع الكتائب‌

و قول الآخر:

فتى كملت أخلاقه غير أنّه‌

جواد فما يبقي من المال باقيا

فتى كان فيه ما يسرّ صديقه‌

على أنّ فيه يسوء الأعاديا

الثاني: استقصاء المعنى و التحرز من دخول النقصان فيه كقول طرفة:

فسقى ديارك- غير مفسدها-

صوب الربيع وديمة تهمي‌

و قول الآخر:

فلا تبعدن إلا من السوء إنن‌

اليك و إن شطّت بك الدار نازع‌ [5]

و الأول هو الذي سماه ابن المعتز تأكيد المدح بما يشبه الذم‌ [6]، و الثاني الاحتراس و ذكر الباقلاني النوع الأول و سماه استثناء و قال: «و من البديع ضرب من الاستثناء» [7]، و ذكر أمثلة العسكري. و تابعه ابن رشيق غير أنّه أخرج الاحتراس الذي ذكره العسكري من هذا الباب، و قال: «و من أصحاب التأليف من يعد في هذا الباب ما ناسب قول الشاعر:

فأصبحت مما كان بيني و بينها

سوى ذكرها كالقابض الماء باليد

و قال الربيع بن ضبيع الفزاري:

فنيت و ما يفنى صنيعي و منطقي‌

و كلّ امرئ إلّا أحاديثه فاني‌

و ليس من هذا الباب عندي، و إنّما هو من باب الاحتراس و الاحتياط، فلو أدخلنا في هذا الباب كل ما وقع فيه استثناء لطال و لخرجنا فيه عن قصده و غرضه، و لكل نوع موضع» [8].


[1] أنوار الربيع ج 6 ص 149، شرح الكافية ص 288.

[2] الوجى؛ الحفا.

[3] اللسان (ثني)، و ينظر التعريفات ص 17.

[4] شرح الأشموني ص 227.

[5] كتاب الصناعتين ص 408.

[6] البديع ص 62 و ينظر المنصف ذي نقد الشعر لابن وكيع ص 71.

[7] اعجاز القرآن ص 160.

[8] العمدة ج 2 ص 50، و ينظر المنزع البديع ص 286.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست