اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 631
و
قبر حرب بمكان قفر
و
ليس قرب قبر حرب قبر
و قول
الحريري
و
ازورّ من كان له زائرا
و
عاف عافي العرف عرفانه
و قسم أن
ترد ألفاظ على صيغة الفعل يتبع بعضها بعضا، كقول بعضهم:
بالنار
فرّقت الحوادث بيننا
و
بها نذرت أعود أقتل روحي
و قسم
يتضمّن مضافات كثيرة كقولهم:
حمامة
جرعا حومة الجندل اسجعي
فأنت
بمرأى من سعاد و مسمع
و قسم ترد
صفات متعدّدة على نحو واحد كقول المتنبي:
دان
بعيد محبّ بهج
أعزّ
حلو ليّن شرس
الثاني:
المعاظلة المعنوية و هي أن يقدّم ما الأولى به التأخير لأنّ المعنى يختل بذلك و
يضطرب. فالمعاظلة المعنوية كتقديم الصفة أو ما يتعلق بها على الموصوف، و تقديم
الصلة على الموصول و غير ذلك. و من ذلك قول الشاعر:
فقد
و الشك بيّن لي عناء
بوشك
فراقهم صرد يصيح
و قول
الآخر:
فأصبحت
بعد خطّ بهجتها
كأنّ
قفرا رسومها قلما
و من ذلك
قول الفرزدق:
الى
ملك ما أمّه من محارب
أبوه
و لا كانت كليب تصاهره
و قوله:
و
ما مثله في الناس إلا مملّكا
أبو
أمه حيّ أبوه يقاربه
المعاني:
معنى كلّ
شيء: محنته و حاله التي يصير اليها أمره، و المعنى و التفسير و التأويل واحد، و
عنيت بالقول كذا:
أردت. و
معنى كل كلام و معناته مقصده.
علم
المعاني من المصطلحات التي أطلقها البلاغيون على مباحث بلاغية تتّصل بالجملة و ما
يطرأ عليها من تقديم و تأخير، أو ذكر و حدف، أو تعريف و تنكير، أو قصر و خلافه، أو
فصل و وصل، أو إيجاز و إطناب و مساواة.
و ليس في
كتب البلاغة الأولى إشارة الى هذا العلم، و لا نعرف أحدا استعمله قبل السّكّاكي
بمعناه المعروف. و كان الأوائل يستعملون مصطلح «المعاني» في دراساتهم القرآنية و
الشعرية فيقولون «معاني القرآن» أو «معاني الشعر» و يتّخذون من ذلك أسماء لكتبهم.
و لعلّ عبارة «معاني النحو» التي وردت في المناظرة التي جرت بين الحسن بن عبد
اللّه بن المرزبان المعروف بأبي سعيد السيرافي و أبي بشر متّى بن يونس في مجلس
الوزير أبي الفتح بن جعفر بن الفرات، كانت أقدم الإشارات الى هذا المصطلح بمعناه
القريب من البلاغة.
و عقد ابن
فارس في كتابه «الصاحبي» بابا سماه «معاني الكلام» و هي عند أهل العلم عشرة: خبر و
استخبار، و أمر و نهي، و دعاء و طلب، و عرض و تحضيض، و تمن و تعجب. و بذلك يكون
ابن فارس