اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 630
و
ذات هدم عار نواشرها
تصمت
بالماء تولبا جدعا
فسمّى
الصبي تولبا و هو ولد الحمار.
و منه قول
جبيهاء الأسدي:
و
ما رقد الولدان حتى رأيته
على
البكر يمريه بساق و حافر
فسمّى رجل
الإنسان حافرا.
و قد
تحدّث عبد القاهر عن هذا النوع في الاستعارة غير المفيدة، و قال: إنّ الاستعارة
ليست من جانب اللفظ و لكنها من جهة المعنى الذي يفيد فائدة خاصة.
و قال
الآمدي: «و قد فسّر أهل العلم هذا من قول عمر و ذكروا معنى المعاظلة و هي مداخلة
الكلام بعضه في بعض و ركوب بعضه لبعض». وردّ كلام قدامة و قال إنّ الامثلة التي
ذكرها ليست من المعاظلة، و ذكر بعض أنواع المعاظلة في شعر أبي تمّام من ذلك قوله:
خان
الصفاء أخ خان الزمان أخا
عنه
فلم يتخوّن جسمه الكمد
و قوله:
يا
يوم شرّد يوم لهوي لهوه
بصبابتي
و أذلّ عزّ تجلّدي
و قوله:
يوم
أفاض جوى أغاض تغزّيا
خاض
الهوى بحري حجاه المزبد
و قال
العسكري إنّ المعاظلة «من سوء النظم» وردّ كلام قدامة بقوله: «و هذا غلط من قدامة
كبير؛ لأنّ المعاظلة في أصل الكلام إنّما هي ركوب الشيء بعضه بعضا و سمّي الكلام
به إذا لم ينضد نضدا مستويا و أركب بعض ألفاظه رقاب بعض و تداخلت أجزاؤه تشبيها
بتعاظل الكلاب و الجراد، و تسمية القدم بحافر ليست بمداخلة كلام في كلام و إنّما
هو بعد في الاستعارة».
و ذكر ابن
رشيق للمعاظلة عدة معان فالعظال في القوافي التضمين في رأي الخليل، و المعاظلة سوء
الاستعارة في رأي قدامة، و المعاظلة تداخل الحروف و تراكبها، و المعاظلة تركيب
الشيء في غير موضعه.
و قسّم
ابن الأثير المعاظلة الى نوعين:
الأوّل:
المعاظلة اللفظية، و هي خمسة أقسام: قسم يختص بأدوات الكلام نحو «من» و «الى» و
عن» و «على» فان ما يسهل النطق به إذا ورد مع أخواته، و منها ما لا يسهل بل يرد
ثقيلا على اللسان، و من ذلك قول أبي تمّام: