اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 627
مطابقة الكلام لمقتضى الحال:
عرف العرب
مطابقة الكلام لمقتضى الحال، و أشار الحطيئة في قوله لعمر ابن الخطاب- رضي اللّه
عنه- الى أنّ لكل مقام مقالا فقال:
تحنّن
عليّ هداك المليك
فانّ
لكل مقام مقالا
و انتبه
الى ذلك النحاة و اللغويون، فالخليل يومىء الى ما يفيد ذلك و ينقل سيبويه عنه في
باب «عدّة ما يكون عليه الكلم» و يقول: «و أما «قد» فجواب لقوله «لما يفعل» فتقول:
قد فعل. و زعم الخليل أنّ هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر». و دعا الجاحظ الى
مطابقة الكلام لمقتضى الحال و كرّر ذلك في كتبه و نقل قولهم: «و من علم حقّ المعنى
أن يكون الاسم له طبقا و تلك الحال له وفقا ... و مدار الأمر على إفهام كل قوم
بمقدار طاقتهم و الحمل عليهم على أقدار منازلهم». و نقل عن صحيفة بشر بن المعتمر
قوله: «ينبغي للمتكلّم أن يعرف أقدار المعاني و يوازن بينها و بين أقدار المستمعين
و بين أقدار الحالات فيجعل لك طبقة من ذلك كلاما و لكل حالة من ذلك مقاما حتى يقسم
أقدار الكلام على أقدار المعاني و يقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات و أقدار
المستمعين على أقدار تلك الحالات».
و قال: «و
لكل مقام مقال و لكل صناعة شكل».
و أقرب
أقواله الى هذا الباب قوله: «لكل ضرب من الحديث ضرب من اللفظ و لكل نوع من المعاني
نوع من الأسماء، فالسخيف للسخيف، و الجزل للجزل و الإفصاح في موضع الإفصاح، و
الكناية في موضع الكناية، و الاسترسال في موضع الاسترسال.
و اذا كان
موضع الحديث على أنّه مضحك و مله و داخل في باب المزاح و الطيب فاستعملت فيه
الإعراب انقلب عن جهته و إن كان في لفظه سخف و ابدلت السخافة بالجزالة صار الحديث
الذي وضع على أن يسرّ النفوس يكربها و يأخذ باكظامها».
و قال: «و
قد أصاب كل الصواب من قال: «لكلّ مقام مقال».
و ذكر
العسكري و غيره عبارة «لكلّ مقام مقال»، و ربط البلاغيون حسن الكلام و قبحه
بانطباقه على مقتضى الحال و غيره فقال السّكّاكي:
«إنّ مدار حسن الكلام و قبحه على انطباق تركيبه على مقتضى الحال و
على لا انطباقه». و عرّفوا البلاغة بأنّها «مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع
فصاحته».
- الفصاحة ص 234، الرسالة العسجدية ص 137، نهاية الايجاز ص 110،
مفتاح العلوم ص 200، المثل السائر ج 2 ص 279، الجامع الكبير ص 211، كفاية الطالب ص
128، المصباح ص 87، منهاج البلغاء ص 48، نضرة الاغريض ص 97، حسن التوسل ص 199،
نهاية الارب ج 7 ص 98، الايضاح ص 334، التلخيص ص 348، الفوائد ص 145، شروح التلخيص
ج 4 ص 286، المطول ص 417، الاطول ج 2 ص 182، خزانة ص 71، معترك ج 1 ص 414، الاتقان
ج 2 ص 95، عقود الجمان ص 105، أنوار ج 2 ص 31، كفاية الطالب ص 128، الروض المريع ص
163، التبيان في البيان ص 284، 431.