responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 56

و من أمثلة الإرداف قول ابن أبي ربيعة:

بعيدة مهوى القرط إمّا لنوفل‌

أبوها و إما عبد شمس و هاشم‌

أراد أن يصف طول الجيد فلم يذكره بلفظه الخاص بل أتى بمعنى هو تابع لطول الجيد و هو بعد مهوى القرط.

و قول ليلى الأخيلية:

و مخرّق عنه القميص تخاله‌

بين البيوت من الحياء سقيما

أرادت وصفه الجود و الكرم فجاءت بالإرداف و التوابع لهما، أما ما يتبع الجود فانّ تخرق قميص هذا المنعوت فسرّ أنّ العفاة تجذبه فتخرّق قميصه من مواصلة جذبهم إياه، و أما ما يتبع الكرم فالحياء الشديد الذي كأنه من إماتته نفس هذا الموصوف و إزالته عنه يخال سقيما.

و منه قول الحكم الخضري:

قد كان يعجب بعضهنّ براعتي‌

حتى سمعن تتحنحي و سعالي‌

أراد وصف الكبر و السن فلم يأت باللفظ بعينه، و لكنه أتى بتوابعه و هي السعال و التنحنح.

إرسال المثل:

ذكره الثعالبي و لم يعرّفه‌ [1]، و قال الحموي:

«إرسال المثل نوع لطيف في البديع و لم ينظمه في بديعته غير الشيخ صفي الدين، و هو عبارة عن أن يأتي الشاعر في بعض بيت بما يجري مجرى المثل من حكمة أو نعت أو غير ذلك مما يحسن التمثيل به» [2]. و نقل المدني هذا التعريف‌ [3]. و ذكره السبكي في البديع و قال عنه: «هو أن يورد المتكلم مثلا في كلامه، و قد عرف ذلك في علم البيان في مجاز التمثيل» [4].

و كان الوطواط و الحلبي و النويري قد ذكروه قبل ذلك و لكنهم لم يعرّفوه‌ [5]، و ذكروا له أمثلة كقول أبي فراس الحمداني:

تهون علينا في المعالي نفوسنا

و من نكح الحسناء لم يغلها المهر

و قول المتنبي:

وحيد من الخلّان في كلّ بلدة

إذا عظم المطلوب قلّ المساعد

تبكّي عليهن البطاريق في الدجى‌

و هنّ لدينا ملقيات كواسد

بذا قضت الأيام ما بين أهلها

مصائب قوم عند قوم فوائد

و من إرسال المثل قوله تعالى: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‌ [6] و قوله: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ‌ [7]، و قوله: أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‌ [8] و قوله: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [9].

و من كلامه- صلّى اللّه عليه و سلّم-: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، و قوله: «آفة العلم النسيان و إضاعته أن تحدّث به غير أهله»، و قوله:

«الحياء من الايمان» و قوله: «لا ضرر و لا ضرار في الاسلام».

و من ذلك قول زهير:


[1] يتيمة الدهر ج 1 ص 214، 219.

[2] خزانة ص 83.

[3] أنوار ج 2 ص 59، نفحات ص 109.

[4] عروس الافراح ج 4 ص 473.

[5] حدائق السحر ص 155، حسن التوسل ص 242، نهاية الارب ج 7 ص 127، التبيان في البيان ص 281، شرح الكافية ص 118.

[6] آل عمران 92.

[7] يوسف 41.

[8] هود 81.

[9] المدثر 38.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست