و الرجوع من المحسّنات عند
المتأخّرين، و قد عرّفه القزويني بمثل تعريف الحلبي و النويري[2] و تبعه في
ذلك شرح التلخيص[3].
و عقد ابن قيم الجوزية فصلا للرجوع
و الاستدراك و قال: هو على قسمين:
الأول: أن تذكر شيئا و ترجع عنه
كقولهم: «و اللّه ما معه من العقل شيء إلا
بمقدار ما يوجب الحجة عليه».
و قول زهير: «قف بالديار ...».
الثاني: من الاستدراك و هو أن
يبتدئ كلامه بما يوهم السامع أنّه هجو ثم يستدرك و يأخذ في المدح كقوله أبي مقاتل
الضرير:
لا
تقل بشرى و لكن بشريان
غرّة
الداعي و يوم المهرجان
و هذا النوع غير مستحسن عند
الحذّاق فإنّ السامع ربما يتطير من أول الكلام فيتأذى و لا يلتذ بما بعده[4].
و قال الحموي: و سمّاه بعضهم
استدراكا و اعتراضا و ليس بصحيح»[5] ثم قال: «و الذي اقوله إنّ هذا الرجوع لا فرق بينه و بين السلب و الايجاب و قد
تقدم قول أبي هلال العسكري أنّ السلب و الايجاب هو الذي يبني المتكلم كلامه على
نفي شيء من جهة و اثباته من جهة أخرى. و قال القاضي جلال الدين: «الرجوع هو العود على الكلام السابق
بالنقض. و كل من التقريرين لائق بالنوعين». و ذهب الى مثل ذلك المدني و قال:
«و ليس المراد أنّ المتكلم غلط ثم عاد لأنّ ذلك يكون غلطا لا بديع فيه،
بل المراد أنّه أوهم الغلط و إن كان قاله عن عمد إشارة الى تأكد الاخبار بالثاني
لأنّ الشيء المرجوع اليه يكون تحققه أشد»[6].
ردّ العجز على الصّدر:
الردّ: صرف الشيء و رجعه، و
المراد: مصدر رددت الشيء.[7] ورد العجز على الصدر هو «التصدير» و قد تقدم، و سمّاه ابن المعتز «ردّ أعجاز الكلام على ما تقدمها»[8] و تبعه في ذلك معظم البلاغيين[9]. و سمّاه
التبريزي و البغدادي «ردّ الكلام على صدره»[10].
الرّذالة:
الرذل و الرذيل و الأرذل: الدون من
الناس، و قيل:
هو الرديء من كل شيء. و قد رذل
فلان يرذل رذالة و رذولة فهو رذل و رذال[11].
[1]شرح
عقود الجمان ص 112، و ينظر خزانة الادب ص 367، نفحات ص 163، شرح الكافية ص 331.