اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 463
كأنّ
انتضاء البدر من تحت غيمه
نجاء
من البأساء بعد وقوع
و هذه الأبيات من التشبيهات الحسنة
عند ابن المعتز.
حسن التّصرّف:
قال الصنعاني: «و من أنواع الفصاحة بل هو معظمها و
كبيرها حسن التصرف و هذا النوع لا يحصل بالتعمل و لا ينقاد للمتكلف بل لا بدّ له
من العلوم الضرورية المعبر عنها بالطبع، و ليس ذلك يحصل من كثرة تعلم و لا ممارسة
علوم و لا درس.
و بهذا تفاضل الخطباء و الشعراء و
أصحاب الرسائل، فاذا تأملت تصرف القرآن في المعاني المقصودة عرفت أنّه زائد في
الحسن على جميع أقسام الكلام و أنواعه، و يشهد لك عقلك أنّه ليس من كلام البشر
لمجاوزته في الحسن جميع كلامهم لأنّك تجد عامة الناس إذا أخذوا في الاقتصاص و
التصرف في المعاني المختلفة و الاغراض المتباينة و المقاصد المتغايرة تضعف قواه و
يهي نسجه و تزول بهجته و يظهر عليه الاختلال و حال القرآن بخلاف ذلك»[1]. و من بديع
التحذير من الاغترار بالامهال قوله تعالى:كَمْ تَرَكُوا مِنْ
جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ. وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ[2]. و من جميل الوعيد قوله تعالى:إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ
مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ[3]. و من بليغ الحجاج قوله تعالى:
حسن التضمين النوع الثامن من محاسن
البديع عند ابن المعتز[5]، و هذا الفن هو التضمين الذي تقدم،
و لكنّ السابقين نوّعوه فشمل العروض و اللغة و البلاغة. و حسن التضمين عند المصري:
«هو أن يضمن المتكلم كلامه كلمة من بيت
أو من آية أو معنى مجردا من كلام أو مثلا سائرا أو جملة مفيدة أو فقرة من كلمة»[6]. و قد
سمّوا تضمين كلام اللّه «اقتباسا» و
فرّقوا بين التضمين و الاقتباس[7].