اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 436
أما
و اللّه لو لا خوف سخطك
لهان
عليّ ما ألقى برهطك
ملكت
الخافقين فتهت عجبا
و
ليس هما سوى قلبي و قرطك
يحتمل «الخافقين» أن يريد ملك المشرق و المغرب و هو المعنى القريب المورّى به و يحتمل
أن يريد قلبه و قرط محبوبته و هو المعنى البعيد المورّى عنه و هو المراد فإنّ
الشاعر صرّح بعد «الخافقين» بذكر القلب و القرط[1].
التّورية المجرّدة:
و هي التي لم يذكر فيها لازم من
لوازم المورّى به و هو المعنى القريب و لا من لوازم المورّى عنه و هو المعنى
البعيد. و مثاله قوله تعالى:الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى[2] و لم يذكر من لوازم ذلك شي
فالتورية مجردة. و منها قوله- صلّى اللّه عليه و سلّم- حين سئل في مجيئه عند خروجه
الى بدر فقيل له:
مم أنتم؟ فلم يرد أن يعلم السائل
فقال: «من ماء» أراد أنّا مخلوقون من ماء،
فورّى عنه بقبيلة يقال لها «ماء».
و منها قول أبي بكر الصديق- رضي
اللّه عنه- في الهجرة و قد سئل عن النبي- صلّى اللّه عليه و سلّم-:
من هذا؟ فقال: «هاد يهديني». أراد هاديا يهديني الى
الاسلام، فورّى عنه بهادي الطريق، و هو الدليل الى السفر[3].
التّورية المرشّحة:
و هي التي يذكر فيها لازم المورّى
به و سمّيت بذلك لتقويتها بذكر لازم المورّى به، ثم تارة يذكر اللازم قبل لفظ
التورية و تارة بعده، فهي بهذا الاعتبار قسمان:
الأول: هو ما ذكر لازمه قبل لفظ
التورية كقوله تعالى:وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ[4] فان قولهبِأَيْدٍ يحتمل الجارحة و هو المعنى القريب
المورّى به و قد ذكر من لوازمه على جهة الترشيح «البنيان»، و يحتمل القوة و عظمة الخالق، و هذا المعنى البعيد المورّى عنه و هو
المراد، فانّ اللّه تعالى منزّه عن المعنى الأول.