اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 332
أنت
إذا جدت ضاحك أبدا
و
هو إذا جاد دامع العين
و قال الحلبي و النويري: «هو أن تشبه شيئا بشيء ثم ترجع فترجع
المشبه على المشبه به»[1]. و ذكرا الأبيات السابقة.
التّشبيه التّمثيليّ:
تحدث أبو عبيدة عن التمثيل و هو
عنده التشبيه أو تشبيه التمثيل، قال في تفسير قوله تعالى:عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ[2]: «و مجاز الآية مجاز التمثيل؛ لأنّ ما
بنوه على التقول أثبت أساسا من البناء الذي بنوه على الكفر و النفاق فهو على شفا
جرف، و هو ما يجرف من سيول الأودية فلا يثبت البناء عليه»[3] و ليس في هذا التفسير ما يعطي
الفرق الواضح بين اللونين، و لعل قدامة كان أوّل من عدّ التمثيل مخالفا للتشبيه و
هو عنده من نعوت ائتلاف اللفظ و المعنى. قال: «هو أن يريد الشاعر إشارة الى معنى فيضع كلاما يدلّ على معنى آخر، و ذلك
المعنى الآخر و الكلام منبئان عما أراد أن يشير اليه»[4]. و مثال ذلك قول الرماح بن ميادة:
ألم
تك في يمنى يديك جعلتني
فلا
تجعلنّي بعدها في شمالكا
و
لو أنني أذنبت ما كنت هالكا
على
خصلة من صالحات خصالكا
و قال قدامة أيضا: «و التمثيل أن يراد الاشارة الى معنى
فتوضع ألفاظ تدلّ على معنى آخر و ذلك المعنى و تلك الالفاظ مثال للمعنى الذي قصد
بالاشارة اليه و العبارة عنه. كما كتب يزيد بن الوليد الى مروان بن محمد حين تلكأ
عن بيعته: «أما بعد فإنّي أراك تقدّم رجلا و تؤخر
أخرى فاذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما شئت و السّلام». فلهذا التمثيل من
الموقع ما ليس له لو قصد للمعنى بلفظه الخاص حتى لو أنّه قال مثلا:
«بلغني تلكؤك عن بيعتي فاذا أتاك كتابي هذا فبايع أو، لا». لم يكن لهذا
اللفظ من العمل في المعنى بالتمثيل ما لما قدّمه»[5].
و هذا ما سماه القزويني «المجاز المركب» و قال إنّه «اللفظ المركب المستعمل فيما شبه بمعناه
الاصلي تشبيه التمثيل للمبالغة في التشبيه»[6] و ذكر عبارة يزيد بن الوليد مثالا
له.
و فسّر ابن سنان التمثيل كما فسّره
قدامة و ذكر أمثلته[7]، و هو عنده من نعوت الفصاحة و
البلاغة.
و فسّره المصري مثل هذا التفسير[8] و ألحق به
ما يخرج المتكلم المثل السائر كقوله تعالى:لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ
اللَّهِ كاشِفَةٌ[9]، و قول النابغة الذبياني:
و
لست بمستبق أخا لا تلمّه
على
شعث أيّ الرجال المهذّب
و التمثيل هو المماثلة عند بعضهم
كالعسكري الذي ذكر بعض أمثلة قدامة في التمثيل[10].
و الباقلاني الذي قال: «و مما يعدّونه من البديع المماثلة و
هو ضرب من الاستعارة سمّاه قدامة التمثيل»[11]، و السجلماسي الذي قال: «المماثلة و هي المدعوة ايضا التمثيل»[12].
و التمثيل عند ابن رشيق من ضروب
الاستعارة و هو المماثلة[13]، و قد قال: «و التمثيل و الاستعارة من
[1]حسن
التوسل ص 119، نهاية الارب ج 7 ص 44، و ينظر شرح عقود الجمان ص 91.