اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 330
قال المبرد: «و هو أخشن الكلام»[1] و منه قول الشاعر:
بل
لو رأتني أخت جيراننا
إذ
أنا في الدار كأني حمار
قال: المبرّد: «فإنّما أراد الصّحّة فهذا بعيد لأنّ
السامع إنما يستدلّ عليه بغيره، و قال اللّه- عز و جل- و هذا البيّن الواضح:كَمَثَلِ الْحِمارِ
يَحْمِلُ أَسْفاراً[2] و السفر: الكتاب. و قال:مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها
كَمَثَلِ الْحِمارِ[3] في أنّهم قد تعاموا عليها و أضربوا عن حدودها و أمرها و نهيها حتى
صاروا كالحمار الذي يحمل الكتب و لا يعلم ما فيها»[4].
و قال ابن طباطبا: «و من التشبيهات البعيدة التي لم يلطف
أصحابها فيها و لم يخرج كلامهم في العبارة عنها سلسا قول النابغة:
و الحجاج لا يغور لأنّه العظم الذي
ينبت عليه شعر الحاجب»[7].
و قال الرازي: «و أما الغريب فهو الذي تحتاج في
إدراكه الى دقة نظر و قوة فكر مثل تشبيه الشمس بالمرآة في كف الأشلّ كقوله: «و الشمس كالمرآة في كفّ الأشل». و
تشبيه البرق باصبع السارق في قول كشاجم:
و قال القزويني: «و البعيد الغريب هو ما لا ينتقل فيه
من المشبّه الى المشبه به إلا بعد فكر لخفاء وجهه في بادئ الرأي»[9]. و سبب
خفائه أمران:
الأول: كونه كثير التفصيل كتشبيه
الشمس بالمرآة في كف الأشل.
الثاني: ندور حضور المشبه به في
الذهن لبعد المناسبة بينه و بين المشبه أو لكونه وهميا أو مركبا خياليا أو مركبا
عقليا. مثل تشبيه البنفسج بنار الكبريت في قول الشاعر:
و تشبيه نصال السهام بأنياب
الاغوال كما في قول امرئ القيس:
أيقتلني
و المشرفيّ مضاجعي
و
مسنونة زرق كأنياب أغوال
التّشبيه البليغ:
هو التشبيه الذي يحذف فيه وجه
الشبه و أداة التشبيه، و سموا مثل هذا بليغا لما فيه من اختصار من جهة و ما فيه من
تصوير و تخيل من جهة أخرى؛ لأنّ وجه الشبه إذا حذف ذهب الظن فيه كل مذهب و فتح