قال الوطواط: «تشبيه الاضمار و تكون هذه الصفة بأن يشبه
الشاعر شيئا بشيء آخر بحيث يبدو من ظاهر العبارة أنّ المقصود شيء آخر و ليس هذا
التشبيه بينما يقصده الشاعر في ضميره هو نفس هذا التشبيه»[3]، كقول المتنبي:
و
من كنت بحرا له يا عليّ
لم
يقبل الدرّ إلا كبارا
فقد بدا من ظاهر البيت أنّ المقصود
هو طلب الدر الثمين في حين أنّ مقصود الشاعر تشبيه الممدوح بالبحر.
و منه قول الوطواط نفسه:
إن
كان وجهك شمعا
فما
لجسمي يذوب
ظاهر البيت يوحي أنّه يتعجب من
ذوبان جسده في حين أنّ مقصوده الذي يضمره هو تشبيه وجه المعشوق بالشمع.
و منه قوله أيضا:
و
أمرع آمالي بفيض يمينه
و
هل تجدب الآفاق و الغيث هاطل
و قال الحلبي و النويري: «هو أن يكون مقصوده التشبيه بشي فدلّ
ظاهر لفظه أنّ مقصوده غيره»[4]، و مثاله بيت المتنبي: «و من كنت ...»
التّشبيه البعيد:
هو التشبيه الذي يحتاج الى تفسير و
لا يقوم بنفسه،
[1]الايطلان:
الكشحان و هو ما بين آخر الضلوع الى الورك. السرحان: الذئب. التتفل: ولد الثعلب.
[2]حسن
التوسل ص 120، نهاية الارب ج 7 ص 46، تحرير التحبير ص 163، شرح عقود الجمان ص 87.
و العناب: شجر حبه يشبه الزيتون و اجوده الاحمر.