responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 329

إنّ القلوب إذا تنافر ودّها

مثل الزجاجة كسرها لا يشعب‌

و تزيينه للترغيب كقول ابن الرومي:

تقول هذا مجاج النحل تمدحه‌

و إن تعب قلت: ذا قي‌ء الزنابير

و استطرافه كقول أبي تمام:

يرى أقبح الأشياء أوبة آمل‌

كسته يد المأمول حلّة خائب‌

و أحسن من نور تفتحه الصبّا

بياض العطايا في سواد المطالب‌

و أغراض التشبيه الراجعة الى المشبه به تكون في الغالب إيهام أنّ المشبه به أتم من المشبه في وجه الشبه، و ذلك في التشبيه المقلوب كقول محمد بن وهيب:

و بدا الصباح كأنّ غرّته‌

وجه الخليفة حين يمتدح‌

و التشبيه أنواع كثيرة، و من هذه الأنواع التي ذكرتها المصادر القديمة:

تشبيه أربعة بأربعة:

هو أن تشبّه أربعة أشياء بأربعة أشياء كقول امرئ القيس:

له أيطلا ظبي و ساقا نعامة

و إرخاء سرحان و تقريب تتفل‌ [1]

و كقول أبي نواس:

تبكي فتذري الدرّ من نرجس‌

و تلطم الورد بعنّاب‌ [2]

تشبيه الإضمار:

قال الوطواط: «تشبيه الاضمار و تكون هذه الصفة بأن يشبه الشاعر شيئا بشي‌ء آخر بحيث يبدو من ظاهر العبارة أنّ المقصود شي‌ء آخر و ليس هذا التشبيه بينما يقصده الشاعر في ضميره هو نفس هذا التشبيه» [3]، كقول المتنبي:

و من كنت بحرا له يا عليّ‌

لم يقبل الدرّ إلا كبارا

فقد بدا من ظاهر البيت أنّ المقصود هو طلب الدر الثمين في حين أنّ مقصود الشاعر تشبيه الممدوح بالبحر.

و منه قول الوطواط نفسه:

إن كان وجهك شمعا

فما لجسمي يذوب‌

ظاهر البيت يوحي أنّه يتعجب من ذوبان جسده في حين أنّ مقصوده الذي يضمره هو تشبيه وجه المعشوق بالشمع.

و منه قوله أيضا:

و أمرع آمالي بفيض يمينه‌

و هل تجدب الآفاق و الغيث هاطل‌

و قال الحلبي و النويري: «هو أن يكون مقصوده التشبيه بشي فدلّ ظاهر لفظه أنّ مقصوده غيره» [4]، و مثاله بيت المتنبي: «و من كنت ...»

التّشبيه البعيد:

هو التشبيه الذي يحتاج الى تفسير و لا يقوم بنفسه،


[1] الايطلان: الكشحان و هو ما بين آخر الضلوع الى الورك. السرحان: الذئب. التتفل: ولد الثعلب.

[2] حسن التوسل ص 120، نهاية الارب ج 7 ص 46، تحرير التحبير ص 163، شرح عقود الجمان ص 87. و العناب: شجر حبه يشبه الزيتون و اجوده الاحمر.

[3] حدائق السحر ص 147.

[4] حسن التوسل ص 118، نهاية الارب ج 7 ص 44، و ينظر شرح عقود الجمان ص 91.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست