responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 310

فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ‌ [1] أي جازوه بما يستحق على طريق العدل إلا أنّه استعير للثاني لفظ الاعتداء لتأكيد الدلالة على المساواة في المقدار فجاء على مزاوجة الكلام لحسن البيان. و من ذلك: مُسْتَهْزِؤُنَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ‌ [2] أي: يجازيهم على استهزائهم. و منه:

وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ، وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ‌ [3] جازاهم على مكرهم فاستعير للجزاء على المكر اسم المكر لتحقيق الدلالة على أنّ و بال المكر راجع عليهم و مختص بهم.

و نقل الصنعاني كلام الرماني و أمثلته‌ [4]، و تبعهما في ذلك ابن مالك الذي قال عن المزاوجة هي «أن تأتي في غير ردّ العجز على الصدر بمتماثلين في أصل المعنى و الاشتقاق فحسب» [5] كقول الشاعر:

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

و المزاوجة عند الرازي من أقسام النظم و ذلك «أن يزاوج بين معنيين في الشرط و الجزاء» [6]، أي أنّها الازدواج و التزاوج و هو ما ذهب اليه عبد القاهر من قبل. و الى ذلك ذهب السكاكي و القزويني و شراح التلخيص، و أدخلوا المزاوجة في المحسنات المعنوية [7].

التّسبيغ:

يقال: شي‌ء سابغ أي كامل واف، و سبغ الشي‌ء يسبغ سبوغا: طال الى الأرض و اتسع، و سبغت الدرع و كل شي‌ء: طال الى الارض فهو سابغ‌ [8].

قال المصري: «هذا الباب سمّاه الأجدابي التسبيغ و فسّره بأن قال: «هو أن يعيد لفظ القافية في أول البيت الذي يليها، و التسبيغ زيادة في الطول، و منه قولهم:

«درع سابغة» إذا كانت طويلة الأذيال. و هذه اللفظة في اصطلاح العروضيين عبارة عن زيادة حرف ساكن على السبب الخفيف في آخر الجزء، و على هذا لا تكون هذه التسمية لائقة بهذا المسمى فرأيت أن اسمي هذا الباب تشابه الاطراف لأنّ الأبيات فيه تتشابه أطرافها» [9]. و قال: «و لم أظفر من الكتاب العزيز في هذا الباب إلا بقوله: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ، الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ‌ [10] فالحظ تشابه أطراف هذه الجمل لتقدر هذا النظم قدره» [11].

و منه قول النابغة الذبياني:

لعمري و ما عمري عليّ بهيّن‌

لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع‌

أقارع عوف لا أحاول غيرها

وجوه قرود تبتغي من تخادع‌

و قول ليلى الأخيلية تمدح الحجاج:

إذا نزل الحجّاج أرضا مريضة

تتبّع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الداء العضال الذي بها

غلام إذا هزّ القناة سقاها


[1] البقرة 194.

[2] البقرة 14- 15.

[3] آل عمران 54.

[4] الرسالة العسجدية ص 127.

[5] المصباح ص 84.

[6] نهاية الايجاز ص 111.

[7] مفتاح العلوم ص 200، الايضاح ص 350، التلخيص ص 358، شروح التلخيص ج 4 ص 316، المطول ص 403، الاطول ج 2 ص 192، خزانة ص 435، معترك ج 1 ص 411، الاتقان ج 2 ص 94، شرح عقود الجمان ص 111، حلية اللب ص 14، أنوار الربيع ج 6 ص 101.

[8] اللسان (سبغ).

[9] تحرير التحبير ص 520، بديع القرآن ص 229.

[10] النور 35.

[11] بديع القرآن ص 230.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست