responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 24

و أما الضرب الثاني و هو الذي يحتذى فيه على مثال سابق و منهج مطروق فذلك جلّ ما يستعمله مؤلفو الكلام، و لذلك قال عنترة:

هل غادر الشعراء من متردم‌

أم هل عرفت الدار بعد توهّم‌ [1]

و لكن قول من قال: «لم يترك المتقدم للمتأخر شيئا» لا يؤخذ به؛ لأنّ في كل زمان جديدا و في كل عصر بديعا.

و قال المصري: «هو أن تكون مفردات كلمات البيت من الشعر أو الفصل من النثر أو الجملة المفيدة متضمنة بديعا بحيث تأتي في البيت الواحد و القرينة الواحدة عدة ضروب من البديع بحسب عدد كلماته أو جملته، و ربما كان في الكلمة الواحدة المفردة ضربان فصاعدا من البديع و متى لم تكن كل كلمة بهذه المثابة فليس بابداع» [2]. و استخرج أحدا و عشرين ضربا من المحاسن في قوله تعالى‌ وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ، وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي وَ غِيضَ الْماءُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ، وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ، وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‌ [3]. و من هذه الفنون: المناسبة و المطابقة و الاستعارة و التمثيل و الارداف و التعليل و صحة التقسيم‌ [4].

و قال السبكي: «هو ما يبتدع عند الحوادث المتجددة كالامثال التي تخترع و تضرب عند الوقائع» [5]، و هذا ما أفاض في الحديث عنه ابن الأثير عند ما تكلم على المعاني.

و ذكر السيوطي أنّ الطيّبي سمّى هذا الفن إبداعا، و سماه أهل البديعيات «سلامة الاختراع» [6]، و لكن تعريفهم للأخير يخرجه من الأول الذي عرّفه المصري و من سار على نهجة تعريفا يختلف عن تعريف سلامة الاختراع، قال المدني: «هذا النوع عبارة عن أن يخترع الشاعر معنى لم يسبق اليه، و سماه بعضهم الابداع و هو اسم مطابق للمسمى غير أنّ أصحاب البديعيات و كثيرا من علماء البديع اصطلحوا على جعل الابداع اسما للاتيان في البيت الواحد و الفقرة الواحدة بعدة أنواع من البديع، و سمّوا هذا النوع بسلامة الاختراع، و لكل ما اصطلح» [7].

فالابداع عند بعضهم هو سلامة الاختراع، و الابداع عند آخرين هو أن يكون البيت من الشعر أو الفصل من النثر مشتملا على عدة ضروب من البديع و هو ما ذهب اليه المصري و تبعه فيه أصحاب البديعيات، و لذلك كان للابداع و سلامة الاختراع تعريفان مختلفان عندهم و إن ذهب المدني الى ان «الابداع» اسم مطابق للمسمى، غير أنّه خصّ بضروب البديع، و خص سلامة الاختراع بالمعنى الجديد.

الإبدال:

الابدال من «أبدل» و أبدل الشي و بدّله: تخذه منه بدلا، و أبدلت الشي بغيره و بدّله اللّه من الخوف أمنا، و تبديل الشي‌ء: تغييره، و ان لم تأت ببدل‌ [8].

و قد أدخله المتأخرون في فنون البديع و قالوا في تعريفه إنّه «إقامة بعض الحروف مقام بعض»، و جعل منه ابن فارس «فانفلق» أي: فانفرق، و لذلك قال تعالى:

فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ‌ [9]. و عن‌


[1] المثل السائر ج 1 ص 312.

[2] تحرير التحبير ص 611، بديع القرآن ص 340.

[3] هود 44.

[4] السابقان و حسن التوسل ص 313، نهاية الارب ج 7 ص 175، جوهر الكنز ص 231، خزانة الادب ص 370، الاتقان ج 2 ص 96، معترك الاقران ج 1 ص 419، أنوار الربيع ج 5 ص 328، نفحات الأزهار ص 212.

[5] عروس الافراح ج 4 ص 473.

[6] شرح عقود الجمان ص 163، التبيان في البيان ص 249، شرح الكافية ص 292.

[7] أنوار الربيع ج 6 ص 204.

[8] اللسان (بدل).

[9] الشعراء 63.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست