اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 20
حتى يصحّ التشبيه للشاعرين جميعا و
إلا كان تشبيها بعيدا غير واقع موقعه الذي أريد له. و إذا تأملت أشعار القدماء لم
تعدم فيها أبياتا مختلفة المصاريع، كقول طرفة:
فقوله: «و أن تعلمي أنّ المعان موفق» غير مشاكل لما قبله. و كقوله:
أعزّ
أبيض يستسقى الغمام به
لو
قارع الناس عن أحسابهم قرعا
فالمصراع الثاني غير مشاكل للاول و
إن كان كل واحد منهما قائما بنفسه».
و من هذا الفن قوله تعالى:إِنَّ لَكَ أَلَّا
تَجُوعَ فِيها وَ لا تَعْرى. وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَ لا تَضْحى[2]، فانه لم يراع فيه مناسبة الريّ للشبع، و الاستظلال للبس، بل روعيت
المناسبة بين اللبس و الشبع في عدم الاستغناء عنهما و انهما من أصول النعمة، و بين
الاستظلال و الريّ في كونهما تابعين لهما و مكملين لمنافعهما، و هذا أدخل في
الامتنان لما في تقديم أصول النعم و إرداف التوابع من الاستيعاب.
ائتلاف المعنى مع الوزن:
قال قدامة: «هو أن تكون المعاني تامة مستوفاة لم يضطر الوزن الى نقصها عن الواجب و
لا الى الزيادة فيها عليه، و أن تكون المعاني أيضا مواجهة للغرض لم تمتنع من ذلك،
و لم تعدل عنه من أجل إقامة الوزن و الطلب لصحته»[3]. و ذكر أنّ عيوب ائتلاف المعنى و
الوزن المقلوب و المبتور، مثال المقلوب قول عروة بن الورد: