responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 172

لا أذيل الآمال بعدك إنّي‌

بعدها بالآمال حقّ بخيل‌

كم لها وقفة بباب كريم‌

رجعت من نداه بالتعطيل‌

ثم قال:

لم يضرها و الحمد للّه شي‌ء

و انثنت نحو عزف نفس ذهول‌

فتفقد النصف الأخير من هذا البيت فانك ستجد بعض ألفاظه يتبرأ من بعض. و أنشدني أبو العاصي قال:

أنشدني خلف الأحمر في هذا المعنى:

و بعض قريض القوم أولاد علّة

يكدّ لسان الناطق المتحفظ [1]

و قال أبو العاصي: و أنشدني في ذلك أبو البيداء الرياحي:

و شعر كبعر الكبش فرّق بينه‌

لسان دعيّ في القريض دخيل‌

أما قول خلف: «و بعض قريض القوم أولاد علّة» فانه يقول: إذا كان الشعر مستكرها و كانت ألفاظ البيت من الشعر لا يقع بعضها مماثلا لبعض، كان بينها من التنافر ما بين أولاد العلّات. و اذا كانت الكلمة ليس موقعها الى جنب أختها مرضيا موافقا كان على اللسان عند إنشاد ذلك الشعر مؤونة.

قال: و أجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء، سهل المخارج، فتعلم بذلك أنّه قد أفرغ إفراغا واحدا و سبك سبكا واحدا، فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان‌ [2]. و ذكر ما لا تتباين الفاظه و لا تتنافر أجزاؤه، و من ذلك قول أبي حيّة النميري:

رمتني و ستر اللّه بيني و بينها

عشيّة آرام الكناس رميم‌

رميم التي قالت لجارات بيتها

ضمنت لكم ألّا يزال يهيم‌

ألا ربّ يوم لو رمتني رميتها

و لكنّ عهدي بالنضال قديم‌

فهذه الأبيات من الشعر المتلائم الجميل.

و ذكر الرماني مثل ما ذكر الجاحظ حينما تحدث عن التلاؤم و جاء بأمثلته أيضا و قال إنّ «المتلائم في الطبقة العليا القرآن كله» [3]. و نقل ابن رشيق كلام الجاحظ في باب النظم‌ [4].

الالتجاء:

لجأ الى الشي‌ء و المكان يلجأ لجأ و لجوء و ملجأ و لجي‌ء و التجأ و ألجأت أمري الى اللّه أسندت.

و التجأت و تلجأت إذا استندت اليه و اعتضدت به أو عدلت عنه الى غيره كأنه إشارة الى الخروج و الانفراد [5].

و قال ابن منقذ: «هو أن تستعمل اللفظة في غير موضعها من المعنى» [6]، و ربط المعاظلة بالالتجاء في باب واحد، و قال: إنّ ذلك مثل قول بعض العرب:

و ذات هدم عار نواشرها

تصمت بالماء تولبا جدعا [7]

سمّى الطفل تولبا، و التولب الجحش.

و منه قول الفرزدق:

فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي‌

و لكنّ زنجيا عظيم المشافر

لأنّه استعار المشافر للانسان و إنما هي للجمال لا للرجال.


[1] أولاد علة؛ بنو رجل واحد من أمهات شتى.

[2] البيان ج 1 ص 65.

[3] النكت في إعجاز القرآن ص 88.

[4] العمدة ج 1 ص 257.

[5] اللسان (لجأ).

[6] البديع في نقد الشعر ص 158.

[7] الهدم- بكسر الهاء- الكساء إذا ضوعفت رقاعه. النواشر؛ عصب الذراع.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست