و قال أبو العاصي: و أنشدني في ذلك
أبو البيداء الرياحي:
و
شعر كبعر الكبش فرّق بينه
لسان
دعيّ في القريض دخيل
أما قول خلف: «و بعض قريض القوم أولاد علّة» فانه
يقول: إذا كان الشعر مستكرها و كانت ألفاظ البيت من الشعر لا يقع بعضها مماثلا
لبعض، كان بينها من التنافر ما بين أولاد العلّات. و اذا كانت الكلمة ليس موقعها
الى جنب أختها مرضيا موافقا كان على اللسان عند إنشاد ذلك الشعر مؤونة.
قال: و أجود الشعر ما رأيته متلاحم
الأجزاء، سهل المخارج، فتعلم بذلك أنّه قد أفرغ إفراغا واحدا و سبك سبكا واحدا،
فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان[2]. و ذكر ما لا تتباين الفاظه و لا
تتنافر أجزاؤه، و من ذلك قول أبي حيّة النميري:
رمتني
و ستر اللّه بيني و بينها
عشيّة
آرام الكناس رميم
رميم
التي قالت لجارات بيتها
ضمنت
لكم ألّا يزال يهيم
ألا
ربّ يوم لو رمتني رميتها
و
لكنّ عهدي بالنضال قديم
فهذه الأبيات من الشعر المتلائم
الجميل.
و ذكر الرماني مثل ما ذكر الجاحظ
حينما تحدث عن التلاؤم و جاء بأمثلته أيضا و قال إنّ «المتلائم في الطبقة العليا القرآن كله»[3]. و نقل ابن رشيق كلام الجاحظ في باب
النظم[4].
الالتجاء:
لجأ الى الشيء و المكان يلجأ لجأ
و لجوء و ملجأ و لجيء و التجأ و ألجأت أمري الى اللّه أسندت.
و التجأت و تلجأت إذا استندت اليه
و اعتضدت به أو عدلت عنه الى غيره كأنه إشارة الى الخروج و الانفراد[5].
و قال ابن منقذ: «هو أن تستعمل اللفظة في غير موضعها من
المعنى»[6]، و ربط المعاظلة بالالتجاء في باب واحد، و قال: إنّ ذلك مثل قول بعض العرب: