responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 171

و ما مات منا سيّد في فراشه‌

و لا طلّ منا حيث كان قتيل‌ [1]

فلو اقتصر على قوله: «و ما مات منا سيد في فراشه» لأوهم أنّهم صبر على الحروب و القتل دون الانتصار من أعدائهم فلا جرم أكمله بقوله: «و لا طلّ منا حيث كان قتيل» فارتفع ذلك الاحتمال المتوهم و زال» [2].

و هذا ما سماه البلاغيون التكميل أو الاطناب بالتكميل‌ [3]، و قد تقدم.

الالتئام:

يقال: تلاءم القوم و التأموا: اجتمعوا و اتفقوا، و يقال: التأم الفريقان و الرجلان إذا تصالحا و اجتمعا.

و التأم الجرح التئاما: إذا برأ و التحم‌ [4].

و الالتئام في البلاغة أن تكون كلمات النظم متناسبة ليس فيها ما يثقل على النطق عند اجتماعها، و هو ما تحدث عنه البلاغيون في باب التنافر عند كلامهم على فصاحة الكلام و خلوصه من ضعف التأليف و تنافر الكلمات‌ [5]، و ذكروا له قول القائل:

و قبر حرب بمكان قفر

و ليس قرب قبر حرب قبر

و قول أبي تمام:

كريم متى أمدحه أمدحه و الورى‌

معي و اذا ما لمته لمته وحدي‌

و قد أشار المرزوقي الى ذلك و قال و هو يتحدث عن عمود الشعر: «و عيار التحام أجزاء النظم و التئامه على تخير من لذيذ الوزن، الطبع و اللسان فما لم يتعثر الطبع بأبنيته و عقوده و لم يتحبس اللسان في فصوله و وصوله بل استمرا فيه و استسهلاه بلا ملال و لا كلال فذاك يوشك أن يكون القصيدة منه كالبيت، و البيت كالكلمة تسالما لأجزائه و تقارنا» [6]. و هذا ما تحدث الجاحظ عنه من قبل و قال: «و من ألفاظ العرب ألفاظ تتنافر و إن كانت مجموعة في بيت شعر لم يستطع المنشد إنشادها إلا ببعض الاستكراه فمن ذلك قول الشاعر:

و قبر حرب بمكان قفر

و ليس قرب قبر حرب قبر

و لما رأى من لا علم له أنّ أحدا لا يستطيع أن ينشدها هذا البيت ثلاث مرات في نسق واحد فلا يتتعتع و لا يتلجلج و قيل لهم إنّ ذلك إنّما اعتراه إذ كان من أشعار الجن، صدّقوا ذلك. و من ذلك قول ابن يسير في احمد بن يوسف حين استبطأه:

هل معين على البكا و العويل‌

أم معزّ على المصاب الجليل‌

ميّت مات و هو في ورق العي

ش مقيم به و ظل ظليل‌

في عداد الموتى و في عامر الدن

يا أبو جعفر أخي و خليلي‌

لم يمت ميتة الوفاة و لكن‌

مات عن كلّ صالح و جميل‌


[1] طل الرجل- بالبناء للمجهول- أهدر دمه.

[2] الطراز ج 3 ص 108.

[3] إعجاز القرآن ص 143، الوافي ص 274، قانون البلاغة ص 446، تحرير ص 357، بديع القرآن ص 143، المصباح ص 98، حسن التوسل ص 287، نهاية الارب ج 7 ص 157، الفوائد ص 89، خزانة الأدب ص 170، أنوار الربيع ج 5 ص 185، الايضاح ص 202، التلخيص ص 229، شروح التلخيص ج 3 ص 231، المطول ص 295، الأطول ج 2 ص 46، معترك ج 1 ص 369، الاتقان ج 2 ص 74، شرح عقود الجمان ص 74، الروض المريع ص 150.

[4] اللسان (لأم).

[5] الايضاح ص 5، التلخيص ص 26، شروح التلخيص ج 1 ص 77، المطول ص 20، الاطول ج 1 ص 23.

[6] شرح ديوان الحماسة ج 1 ص 10.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست