responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 17

للظالمين، و هو الميل اليهم و الاعتماد عليهم كان ذلك دون مشاركتهم في الظلم، أخبر أنّ العقاب على ذلك دون العقاب على الظلم و هو مسّ النار دون الاحراق و الاصطلاء، و إن كان المسّ قد يطلق و يراد به الاستئصال بالعذاب و شمول الثواب أكبر مجازا، و لما كان المسّ أول ألم أو لذة يباشرها الممسوس جاز أن يطلق على ما يدلّ عليه استصحاب تلك الحال مجازا، و الحقيقة ما ذكر، و هو في هذه الآية الكريمة على حقيقته‌ [1].

فائتلاف اللفظ مع المعنى أساس الكلام البليغ، و يتضح ذلك في شعر الفحول من شعراء العرب، أما صغارهم فانهم يقعون بعيدا عن هذا الفن البديع.

ائتلاف اللّفظ مع الوزن:

هو أحد أقسام الائتلاف عند قدامة الذي عرّفه بقوله: «هو أن تكون الاسماء و الافعال في الشعر تامة مستقيمة كما بنيت، لم يضطر الأمر في الوزن الى نقضها عن البنية بالزيادة عليها و النقصان منها، و أن تكون أوضاع الاسماء و الأفعال و المؤلفة منها و هي الأقوال على ترتيب و نظام لم يضطر الوزن الى تأخير ما يجب تقديمه و لا الى تقديم ما يجب تأخيره منها و لا اضطر أيضا الى اضافة لفظة أخرى يلتبس المعنى بها بل يكون الموصوف مقدما و الصفة مقولة عليها» [2]. و من هذا الباب أيضا: «ألا يكون الوزن قد اضطر الى ادخال معنى ليس الغرض في الشعر محتاجا اليه حتى انه اذا حذف لم تنتقص الدلالة لحذفه او اسقاط معنى لا يتم الغرض المقصود إلّا به، حتى أنّ فقده قد أثر في الشعر تأثيرا بان موقعه» [3]. و عيوب هذا الفن: الحشو و التثليم و التذنيب و التغيير و التفصيل. و مثال الحشو قول أبي عديّ القرشي:

نحن الرؤوس و ما الرؤوس إذا سمت‌

في المجد للأقوام كالأذناب‌

فقوله: «للاقوام» حشو.

و مثال التثليم قول علقمة بن عبدة:

كأنّ ابريقهم ظبي على شرف‌

مفدّم بسيا الكتّان ملثوم‌ [4]

أراد: بسبائب، فحذف للوزن.

و مثال التذنيب قول الكميت:

لا كعبد المليك أو كيزيد

أو سليمان بعد أو كهشام‌

و أراد: عبد الملك.

و مثال التغيير قول الأسود بن يعفر:

و دعا بمحكمة أمين سكّها

من نسج داود أبي سلّام‌

أي: أبي سليمان‌

و مثال التفصيل قول دريد بن الصّمّة:

و بلّغ نميرا إن عرضت ابن عامر

فأيّ أخ في النائبات و طالب‌

ففرّق بين نمير بن عامر بقوله: «إن عرضت» [5].

و لم يخرج البلاغيون الآخرون كالمصري و ابن مالك و الحموي و السيوطي و المدني‌ [6] عمّا قاله قدامة بن جعفر، و لم يخرجوا على أمثلته التي هي من باب الضرائر، و لعل حجتهم في ذلك أنّ كل شعر سليم‌


[1] تحرير التحبير ص 196، بديع القرآن ص 78.

[2] نقد الشعر ص 189.

[3] نقد الشعر ص 190.

[4] يروى؛ مفدوم، و فدم الابريق و على الابريق؛ وضع الفدام عليه، و الفدام مصفاة صغيرة أو خرقة توضع على فم الابريق ليصفى بها ما فيه.

[5] نقد الشعر ص 248، الموشح ص 127.

[6] تحرير التحبير ص 221، المصباح ص 116، خزانة الأدب ص 237، شرح عقود الجمان ص 156، أنوار الربيع ج 6 ص 223، نفحات الازهار ص 333، شرح الكافية ص 233.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست